الجارديان: الانقلاب يتراجع بقوة والسعودية والإمارات والكويت أخطأت التقدير
أكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن الانقلاب العسكري في مصر يتراجع
بقوة ويواجه ما وصفته بـ "الهزات الارتدادية"، مشيرة إلى أن الدول الداعمة
للانقلاب (السعودية والإمارات والكويت) أخطأت التقدير حيث كانت تتوقع أن
يبسط الجيش سيطرته في غضون أسابيع قليلة لكنها وجدت أن مصر باتت تغلي كل
يوم بعد أكثر ثلاث أشهر من الانقلاب.
وأشارت الصحيفة إلى التظاهرات اليومية والمسيرات الرافضة للانقلاب لم
تهدأ رغم القمع الدموي والاعتقالات المتواصلة وحظر التجول المفروض منذ
أحداث الفض في 14 أغسطس.
وأضافت الصحيفة أن التدابير الأمنية والعسكرية التي يفرضها الانقلاب
العسكري في سيناء والعديد من المدن والمحافظات والقرى المعارضة للانقلاب
تقود البلاد إلى حالة من الشلل الاقتصادي.
وتابعت الجارديان أن الانقلاب العسكري على محمد مرسي أول رئيس مدني
منتخب وما تبعه من أحداث طيلة الثلاثة أشهر الماضية كان بمثابة "الزلزال
الاستراتيجي" أسفر عن زعزعة استقرار الشرق الأوسط وإعادة تشكيل التكتلات
الدولية والتحالفات.
وكانت الصحيفة قد أكدت في وقت سابق أن الاضطرابات المستمرة في مصر منذ
الانقلاب العسكري وتداعيات هذا الأمر على الحياة والقرار الأمريكي بتعليق
المساعدات العسكرية إلى الجيش المصري، من شأنه ذهاب البلاد إلى نفق مظلم.
وتساءلت الجارديان مستهجنة في أي بلد آخر في العالم اليوم يُحتجز رئيس
منتخب لثلاثة أشهر دون السماح له برؤية أسرته أو محاميه؟ وفي أي بلد آخر
يُقتل المتظاهرون بصورة روتينية دون إنذار، ليس بطلقات صيد الطيور أو
الرصاص المطاطي ولكن بالذخيرة الحية؟
وترى الصحيفة أن مصر لم تشهد مثل هذا القمع الوحشي منذ عقود وأن سنوات
حكم حسني مبارك الأخيرة تبدو الآن وكأنها كانت نعمة مقارنة بما يحدث الآن
رغم القبضة الشديدة الشاملة وقتها والمظاهرات كانت محتملة إلى حد كبير وكان
يسمح للإخوان بالترشح للبرلمان كمستقلين.
وقالت الصحيفة إن ما يبعث على الكآبة هو الغياب الحقيقي للانتقاد
الشعبي أو الاحتجاج السلمي من قطاعات أخرى في المجتمع المصري غير مؤيدي
الإخوان وخير شاهد على ذلك وسائل الإعلام ومحطات التلفزيون الرسمية التي
أصبحت مسيسة ومستقطبة تماما.
وبعيدا عن المشاركة في استقرار البلد تعتقد الصحيفة أن السيسي وأتباعه
المدنيين يفعلون كل ما هو من شأنه إدخال مصر في دوامة اضطرابات أكبر،
وتخشى الصحيفة أن تكون مصر عراقا ثانيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق