أمريكا وإسرائيل وراء سد النهضة.. ولكنكم تتغافلون
بقلم: مجدى حسين
منذ 2 ساعة
عدد القراءات: 4171
تذكرون كيف قامت الدنيا، ولم تقعد على مرسي؛ بسبب سوء إدارته لملف سد النهضة، ونحن نوافق على ذلك، ولكن ما يحدث الآن أن الحكام الحاليين قد رفعوا الراية البيضاء لأثيوبيا ، وأن مصر قد هزمت في هذه المعركة وقضى الأمر؛ فقد أعلن رئيس أثيوبيا أنه قد تم بناء 40% من السد، وبالتالي فإن المباحثات الراهنة حول المكاتب الاستشارية، هي لعب فارغ كما أوضح وزير الري السابق (علام)، ومع اكتمال السد، فإن الخيار العسكري يصبح مستحيلاً، ونحن ضد هذا الخيار على طول الخط، ولكن التلويح به إحدى الأوراق التي نكاد نفقدها .
المهم أن هذا السد عندما يكتمل، فإن بإمكانه أن يحتجز موارد المياه في عام، أي كل نصيب مصر في عام، فهل يمكن لمصر أن تحتمل هذا ؟!
أما إنقاص حصة مصر السنوية، فهذه مسألة مفروغ منها وجاءت على لسان رئيس أثيوبيا !!
ولكن الذي حفزني للكتابة أساسًا، هو استمرار تغافل النخبة حكامًا ومحكومين.. علمانيين وإسلاميين عن أن المشكلة ليست مع أثيوبيا.
فأثيوبيا بلد خاضع للولايات المتحدة، ومخترق من إسرائيل منذ عشرات السنين، ونعلم خطط أمريكا وإسرائيل في محاصرة مصر وإضعافها في موضوع المياه، وهي منشورة منذ الستينيات في عهد عبد الناصر.. ولكن ظروف بيئية وسياسية أجلت هذه المشروعات؛ لبناء عدة سدود (أعلنت أثيوبيا عن بناء سدود أخرى)، ورغم أننا خاضعون لأمريكا وإسرائيل منذ 3 عقود، ولكن هذا الحلف الشرير لا يمزح ولا يتعامل مع أشخاص، فمبارك ذهب وقد يذهب السيسي.. لابد من وضع مصر تحت المقصلة.. ولا يوجد أخطر من المياه، وهم لا يكتفون بما فعلوه لإضعاف مصر، فهؤلاء ليس لديهم شفقة ولا رحمة ولا قلب، إنهم مثل هذا الرجل الشرير الذي يظهر في أفلامهم الهوليودية، ويريد أن يحطم العالم !! ونحن نتصور أنها أفلام (أكشن) للتسلية، في حين هم يعدون الأذهان لحرب هرمجدون في فلسطين؛ حتى يأتي المسيح ليحكم العالم ألف سنة أو بالأحرى ما تبقى من العالم، وهم أتباعه من اليهود والمسيحيين البروتستانت !!
أثيوبيا من البلدان التابعة لأمريكا مثل: مصر تمامًا، بل وأكثر؛ لأن حكامها أكثر احتياجًا للرضا الأمريكي في مواجهة المشكلات العديدة التي يواجهونها.. ولإسرائيل مشروعات زراعية وتعاون عسكري مع أثيوبيا.. ويمكن لمن يريد أن يبحث في جوجل (أثيوبيا وأمريكا)- (أثيوبيا وإسرائيل).
ومن التخطيط الذكي أن يتركا الصين تتولى بناء السد (وهذا من ضمن هوان مصر فلم تعد الصين تعمل لنا حساب!!)، وتقوم السعودية بمساهمة في التمويل! وتقول النخبة الإسلامية والعلمانية على السواء دعونا من موضوع أمريكا وإسرائيل، فلنحل مشكلاتنا الداخلية أولاً.. ونحن نقول إن أمريكا وإسرائيل هما مشكلاتنا الداخلية الأولى والرئيسية.. أم تريدون تأجيل مشكلة المياه؟.. وهل يوجد عند الإنسان أي موضوع أهم من الحياة.. متى تفيق الأمة ؟ ولا تتركنا نصرخ في البرية بلا مجيب؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق