الشعب" تكشف المُخطط الحقيقى للأمن الفكرى فى مراحل التعليم وبأمر "السيسى"
العسكر فقد الأمل فى إضفاء شرعيته على الجيل الحالى
منذ 15 ساعة
عدد القراءات: 2258
** العسكر يُمارس أبشع جرائمه فى اختيار معنى "الأمن الفكرى"
** السيسى يريد جيل ينتمى إليه بعد فقدان الأمل فى الأجيال المُعتقله
** خبير تربوى: أمن النوادى الفكرية سوف تكون تابعة لأمن الدولة
** العسكر يريد نشر فكرة المؤامرة بين الطلاب حتى يكون الجميع عدو فى نظرة
** نشطاء: السيسى يريد جيل بلا أى توجه سياسى وغير قادر على المعارضة
خاص _ الشعب
تستعد سلطات الانقلاب لترجمة أفكارها على الأجيال القادمة ظنًا منها بإضفاء الشرعية من الداخل التى لن يحصل عليها مادامت الثورة"مستمرة"، فهذا هو الحال ولكن العسكر يأبو أن يدركوا تلك الفكرة، ففرض مواد اجبارية ونشاطات داخل المدارس فى مراحل التعليم المختلفة ليس لها مغزى تربوى هو جريمة فى حق الوطن.
تستعد سلطات الانقلاب لترجمة أفكارها على الأجيال القادمة ظنًا منها بإضفاء الشرعية من الداخل التى لن يحصل عليها مادامت الثورة"مستمرة"، فهذا هو الحال ولكن العسكر يأبو أن يدركوا تلك الفكرة، ففرض مواد اجبارية ونشاطات داخل المدارس فى مراحل التعليم المختلفة ليس لها مغزى تربوى هو جريمة فى حق الوطن.
سلطات الانقلاب تتعمد ادماج خططها فى مجال التعليم وبمراحلة الأولى، لوقف "تفكير" الجيل القادم، فكل ما يريدونه جيل منتمى للمدرسة العسكرية، انتمائه الكامل لها، بجانب اعترافه بشرعية السيسى المزيفة التى يود أن يقتنصها من المصريين وبأى طريقة.
فبعد أن قامت سلطات الانقلاب، بفرض مادة التربية العسكرية، التى توفر عمالة طلابية مجانية للمنشآت العسكرية، أعلنت منذ أيام عن إنشاء نادى الأمن الفكرى، لتقويم الطالب وتدريبه "وترويضة" على الفكر الجديد للدولة، بحجة وقف التطرف داخل عقول الطلاب، فالتفكير فى عهد الانقلاب أصبح تطرف وإرهاب.
"لماذا "الأمن الفكرى
المسميات والأفكار التى يقترحها العسكر ويجعلها تتوغل فى المجتمع لها دلالات خطيرة للغاية، فحالة اليوم وهى الأمن الفكرى، اقتنصه من مواقع الدفاع عن التراث الإسلامى، والذى يُضفى معنى الطمأنينة والأمن على مكونات المسلم وتمييز ثقافته التى تحدد من عن طريق هذا المنهج، ويكون هو المسيطر على شخصيته، ولا شائبه فى ذلك المعنى بالطبع.
ولكن اختيار العسكر له وفى وقت كهذا جعل الأمر مختلف للغاية، فبعد الانقلاب العسكرى، أصبحت السلطات الحالية بلا شرعية داخل البلاد وخارجها، وهو يعلم جيداً أن هؤلاء المعترفون به شرعيًا "مطبلتيه وأصحاب مصالح" وغيرهم من الشخصيات المُغيبه، ولكن التفكير العسكرى "الصهيونى" وبدون مبالغة يُصبح كذلك ، أدرك أن الحل ليس فى الجيل الحالى لأنه شهد من القمع والقتل والتنكيل الكثير خاصًا بعد اقتناص ثورته وتحقيق استحقاقه برئيس مدنى.
وبناء عليه قرر العسكر محو ذاكرة الجيل القادم وجعله منتمى إليه دون غيره وعمل صيانه للعقول لجعلها تتوافق مع الانحرافات التى يدعو إليها الانقلاب العسكرى.
"السيسى "ولى النعم
فالخطة أصبحت واضحة من قِبل قائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى ورجاله، وهى خلق جيل لا يفكر ولا يتحدث ولا يعرف ما يجرى حوله، يرضى بما يعطيه "ولى النعم" على شعبه، ويشكره ويخرج لينادى بإسمه، حسب رأى الخبراء.
التصريحات التى أدلت بها رئيس الإدارة المركزية للتعليم الأساسى بوزارة التربية والتعليم، رندا شاهين، كشفت ذلك المخطط، حيث قالت أن هدفنا هو تحصين الطلاب من العنف والتطرف، فيجب أن يغير طريقة التفكير للطالب حتى تواكب السياسات الموجودة حالياً،واصفه سلطات الانقلاب بإنها تحارب ما يُسمى الإرهاب.
وأضافت أيضًا أنه سوف يتم تدريب المعلمين والأخصائيين الاجتماعيين، على "الأمن الفكرى"، لتوصيلها للطلاب فى كل المجالات التى يدرسونها، وقالت أن الوزارة حددت الاستراتيجية التى سُميت ب"بناء المواطنة"، وهى تعتمد على مجموعة من المقومات الشخصية تحمى "المعتقدات" الخاصة بالطالب بجانب أفكاره وتدعم الطمأنينة والأمن النفسى لديه وما يرتبك بهما من استقرار مجتمعى، بهدف تحصين الطالب، فكرياً واجتماعياً بمجموعة معينة من المفاهيم والمهارات والاتجاهات.
وأضافت أيضًا أنه سوف يتم تدريب المعلمين والأخصائيين الاجتماعيين، على "الأمن الفكرى"، لتوصيلها للطلاب فى كل المجالات التى يدرسونها، وقالت أن الوزارة حددت الاستراتيجية التى سُميت ب"بناء المواطنة"، وهى تعتمد على مجموعة من المقومات الشخصية تحمى "المعتقدات" الخاصة بالطالب بجانب أفكاره وتدعم الطمأنينة والأمن النفسى لديه وما يرتبك بهما من استقرار مجتمعى، بهدف تحصين الطالب، فكرياً واجتماعياً بمجموعة معينة من المفاهيم والمهارات والاتجاهات.
أمن الدولة يسيطر على التعليم
من جهته يقول الخبير التربوى، حمدي عبد الحليم، فى تصريحات خاصة، إن "القرار الذي اتخذته وزارة التربية والتعليم يُعيد إلى الأذهان الحقبة الناصرية، وطرق سيطرة الحزب الواحد على مفاصل الإنتاج الثقافي".
وأنشئت، تحديدًا في عهد الرئيس السابق لمصر جمال عبد الناصر، لجان "الاتصال السياسي" داخل المؤسسات التعليمية، ومهمتها مراقبة المدارس من خلال عيون الجهاز الأمني.
ويؤكد خبير التربية: أن "مشروع نوادي "الأمن الفكري" داخل المدارس تتنزل في هذا الإطار وستكون تابعة لجهاز "أمن الدولة" وليس لمؤسسة التربية والتعليم".
العسكر يقود المُخطط التعليمى
الخبير التربوى "عبدالحفيظ الطايل"، يقول أنه رافض تمامًا لفكرة إنشاء ما يُسمى، الأمن الفكرى، وأوضح أن تلك الفكرة قد تمت مناقشتها منذ عهد الوزير السابق، أحمد أبو النصر، مؤكداً أن منبع هذا المخطط والتفكير ليس وزارة التعليم ولا أى شخص مرتبط بها" فى إشارة منه إلى سلطات العسكر"، وأن هذه المحاولة كبيرة من السلطة الحالية لقمع عقل الطلاب وحرمانهم من التفكير والاعتقاد.
عسكرة التعليم
وأشار إلى أن إنشاء تلك الأندية سوف يحول "الطلبة لجواسيس ضد بعضهم"، وأضاف"لدينا سيطرة أمنية على التعليم متمثلة فى وجود أكثر من لواء داخل الوزارة، إضافة إلى ما يسمى قطاع الأمن داخل الوزارة وقطاع يتم التنسيق معه والمديريات التعليمية والمدارس وتعيين معاون لهم فى جميع المدارس وهو أمر متبع منذ عهد حسين بهاء الدين وزير التربية والتعليم فى عهد المخلوع مبارك، بحجة محاربة الإرهاب وإبعاد المدرسين "المتطرفين" عن المدارس.
الطلاب جواسيس
وقال طائل "إن هذا الفكر يربى الطلبة فى سن مبكرة على صفة التجسس، وتغييب عقولهم فى تلك المرحلة العمرية، كما يبث فيهم الإيمان بنظرية المؤامرة لدرجة قد تجبر أحدهم على أن يبث بداخله أن المدرس عدو للوطن وهو أمر فى غاية الخطورة على مستقبل الطلاب والبلاد بشكل عام.
خريطة "هتلر" تُنفذ بجدارة
وأكد أن هذا الفكر يعود جذوره إلى نظام هتلر واصفا إياه بالجريمة فى حق الطلاب فى مصر، وأشار إلى أن الداعيين للفكرة والمروجين لها سيستخدمون الإرهاب وسيلة للترويج لها ونشرها لكنه أضاف أن الحرب على الإرهاب محتاجة طالب وطفل وشاب لديه عقل نقدى عبر الفكر والتفكير وليس الحفظ والتلقين وقولبة دماغه، العقل الناقد هو اللى عنده قدرة على معرفة الأمور والتدقيق فيها وليس أخذها كما هي، وهو ما سينتج عن إنشاء تلك النوادى حيث ستخلق جيلاً لا يؤمن سوى بما أرادت الحكومة والدولة أن تعلمه إياه.
جيل المؤامرة
وأشار "الوزارة هتحاول تنتج جيل كامل من الطلبة متربى على نظرية المؤامرة، لكن وجود الانترنت سيقوم على توعيه الطلاب خاصة أنهم لا يؤمنون بهذا التعليم وهذه المناهج، ويسخرون من وسائل الإعلام وشغلهم على الإنترنت".
على الصعيد الآخر، شكك عد من النشطاء والسياسيين فى الفكرة ومحتواها وأهدافها مؤكدين، أن تلك الفكرة هدفها الرئيسى إبعاد الطلاب عن التفكير السياسى وتغييب عقولهم عن الفكر المبدع كما أنها تروج لفكرة الجاسوسية لدى الطلاب داخل المدارس.
تغييب العقول
وتساءل شريف الروبى القيادى بحركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية، ماذا يعنى الأمن الفكرى لدى الطلاب فى تلك السن المبكرة؟ مشيرًا إلى أن العديد من الأنشطة الأخرى مفهوم دورها وأهدافها لكن أن يتم الزج بما يسمى الأمن الفكرى فهذا يشير إلى علامات استفهام عدة على الحكومة الإجابة عنها.
وقال الروبي، إن السلطة الحالية تعمل مثلما كان يعمل نظام مبارك من خلال تغييب عقول المواطنين حتى لا يتمكنوا من التفكير فى أى شيء سوى لقمة العيش، لكنه أكد أن النظام الحالى يعمل بأطر مختلفة عما كان يعمل به مبارك ونظامه، حيث يستخدم النظام الحالى الأمن بكافة أشكاله للسيطرة على العقول والمعتقدات والأفكار غير المرغوب فى اتباعها لخلق مجتمع مغيب لا يبحث عن الالتفات لمستقبل البلاد.
جيل بلا أى توجه سياسى
واعتبر الروبي، أنه من الخطورة أن يتم التعامل مع الأطفال بتلك العقلية، للسيطرة على عقولهم ومعتقداتهم التى ما لبثت أن تدرك، مبينًا أنهم يريدون خلق جيل من الشباب الدولة تقوله شمال شمال يمين يمين على حد قوله.
وأشار"نظام السيسى يعمل على طمس الفكر وتغييب العقول، وألا يكون لديه أى توجه سياسى أو فكري، محذرًا من خطورة ذلك على مستقبل الأطفال فى مصر ومستقبل البلاد بشكل عام قائلاً: "هؤلاء هم من سيحملون الراية ومعنى أن يعدهم النظام كأشخاص سلبيين يعنى أن يكون الأمر سلبيًا فى بناء البلاد وجرها للاوعي.
وأضاف "هذا الأمر إذا تم تطبيقه لحد خمس سنوات ما فيش شاب ها يتكلم فى المعارضة، معتبرًا هذا الأمر بأنه خطر على الأمن القومى وليس السياسة فقط.
شرطة الفكر
يقول عضو حركة الإشتراكيين الثوريين، محمود عزت ، فى تصريحات خاصة: إن "هدف وزير التربية والتعليم الحالي هو إنشاء ما يسمى بـشرطة الفكر لتغييب الوعي لدى التلاميذ"، ويضيف محمود: "الحكم العسكري يهدف في الأساس إلى القضاء على الثورة، والسيطرة على منابع الفكر والثقافة هي أولى الخطوات التي تتخذها الأنظمة الديكتاتورية، لإخماد أي تحركات مناهضة للسلطة وهذا أساس عزم وزارة التربية والتعليم المصرية إنشاء نوادي "أمن فكري" داخل مدارس التعليم الأساسي".
جيل غير قادر على المعارضة
من جانبها، ترى الباحثة في المركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، داليا موسى، أن "السلطة في مصر تحاول السيطرة على عقول الأطفال، كي تخلق جيلًا غير قادر على معارضتها. ففي الوقت الذي تدعي فيه الحكومة محاربتها للإرهاب، تستغل ذلك الخطاب في توسيع القبضة الأمنية على مؤسسات الإنتاج المعرفي، وتعمل على تغييب الإرادة الإنسانية في حق اختيار المعتقدات الفكرية والسياسية".
الطلاب فى السجون
وفي الوقت الذي تدعو فيه وزارة التربية والتعليم إلى إنشاء نوادي الأمن الفكري، تعج السجون والمؤسسات العقابية في مصر بأكثر من 12 ألف طفل قاصر متورطين، بحسب البيانات الرسمية، في قضايا جنائية حتى عام 2013، كما يستقر في السجون أطفال محتجزون لنشاطهم وأفكارهم السياسية، حسب الباحثة داليا موسى.
وأوردت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات أن "هناك أكثر من 3200 طفل تحت سن 18 سنة داخل مراكز احتجاز مختلفة على مستوى الجمهورية، في قضايا متعلقة بالانضمام إلى ما أسمتها جماعة إرهابية، والعمل على قلب نظام الحكم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق