صحفى يشهد على زنازين الموت بـ"العقرب": كتل ثلج فى الشتاء وجمر ملتهب فى الصيف
منذ 4 ساعة
عدد القراءات: 884
بكلمات تقشعر لها الأبدان، وتتقطع لها الأفئدة ، على حال المعتقلين الذي يسقط بعضهم شهيدا من شدة ما يلاقونه داخل "سجون العسكر"، فتجسد شهادة أحد الصحفيين، الذين تم اعتقالهم ، عن المأساة التي يعيشوها المعتقلون.
فيقول عبد القادر وحيد، عبر صفحته على "فيس بوك" تحت عنوان "زنازين العقرب لا يعرفها، ": "كتل ثلج في الشتاء وجمر ملتهب في الصيف.. تشعر كأن الحر والصهد يخرج من كل مكان "دولاب مشتعل"، الغرفة عبارة عن حيطان خراسانية مركبة والباب حديدي فولاذي عليه "كالون خزنة" لإحكام الغلق خلف الزنزانة.. تريض مثل قفص القرود تشتعل به الشمس فتشتعل الغرفة علي صاحبها من شدة الحر.. وأمام الغرفة لا يوجد أية فتحات فتشعر كأنك تعيش في علبة سردين مع الظلام الدامس وشدة الجوع والعطش وصيحات الرعب التي تشيب لها الولدان مع نهاية مفتوحة لا تعلم آخرها وحرمان من أهلك وأولادك".
وأضاف: "يزداد الألم إذا أصبت بمرض فلا تجد حتى شيئا تعضّ عليه ولا أنيس يهدهد قلبك بكلمة وسط ظلمات وخيالات الرعب.. يتكرر هذا المشهد سنة سنتين سنين عديدة لا يشعر بك أحد.. وعندما يأتي الفرج وترى الشمس وتخرج للضوء تجد نفسك إذا كان فيك نَفَس أنك تقادم بك العمر عقدا ونصفا من الزمن فوق عمرك الحقيقي علي ما يحويه بدنك من الأمراض وعذابات السنين.. ولا أمل إلا في مغفرة ونظرة رب رحيم لأجساد بالية أكلتها السنون".
كما يحاول الصحفي محمد شحاتة، شقيق الدكتور عبد الله شحاتة المعتقل في سجون العسكر، رسم صورة عن معاناة المعتقلين ، فيقول: التعنت الإداري والأمني الذي يتعرض له المعتقلون بالداخل من مدة الزيارة التي لا تتعدى 4 دقائق، وعدم السماح لهم بدخول الأدوية، والطعام القليل الذي لا يتجاوز أربع ملاعق أرز، واستمرار حبس شقيقه انفردايا.
وتساءل "شحاتة" عبر صفحته على الفيس بوك، "هل السجن أصبح هو المكان المناسب للعلماء، أم أن الدولة تحاول تكريم علمائها أساتذة الجامعات ومربي الأجيال بوضعهم في مكان يحفظهم ويحفظ عقولهم من التلوث، فوضعتهم بالسجون والمعتقلات؟ وهل زملاء الدكتور عبد الله شحاتة راضون عما انتهى إليه زميلهم من وضعه بسجن العقرب (عنبر التأديب) ومعاناته بالسجن وقبله مقر الأمن الوطني بالشيخ زايد؟!".
وتابع "يتواجد أخي الدكتور عبد الله شحاتة بسجن العقرب بجناح H4 من يوم الأول من ديسمبر 2014، لا يرى الضوء إلا يوم العرض على النيابة، ولا توجد مياه للاستحمام بشكل منتظم أو تهوية بالزنزانة، وعدم تعرضه لضوء الشمس، فقد أصيب بـ"التنيا"، وهو مرض جلدي ينتج عن نمو فطريات على سطح الجلد، وسببه الرطوبة وعدم التهوية والتعرض لضوء الشمس".
وأضاف "في حجرة مترين في متر، وفرشة على الأرض، ودورة مياه عفنة، ولمبة لا تضىء، وفتحة من باب يدخل منها الطعام.. ممنوع من النور.. من الورقة والقلم، صديقته في الزنزانة شمعة.. ينتظر كل 25 يوما ليرى زوجته وأولاده وأمه وأخواته في زيارة لا تتعدى 6 دقائق، ومن وراء زجاج، ما أصفه ليس قصة درامية، بل هو واقع يعيشه أخي بالداخل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق