عشر سنوات على "الوهم المتبدد".. حين أثبتت "حماس" للعالم قدرتها الاستخباراتية وإجبار الكيان الصهيوني على "وفاء الأحرار"
منذ 4 ساعة
عدد القراءات: 946
كانت لعملية " الوهم المتبدد " والتي أسر على إثرها الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" في قطاع غزة عام 2006، العديد من المكاسب حيث انها أنجزت بموجبها صفقة "وفاء الأحرار" التي أفرج فيها عن أكثر من ألف أسير فلسطيني كما انها اعلنت للكيان الصهيوني أن لدى المقاومة الفلسطينيه العديد من الخطط والقوى لمواجهة عدوانهم السافر.
وعكس نجاح هذه العملية وجود تطور وتقدم على صعيد الأداء العسكري للفصائل الفلسطينية وبالتحديد كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إذ أظهرت هذه العملية براعة إستراتيجيتهم الاستخباراتية، وحنكتهم في رسم الخطط العسكرية، وكذلك الحس الأمني العالي للأمن العملياتي الخاص بالجناح المسلح.
مجريات العملية
نفذت العملية صباح الأحد 29 جمادى الأولى 1427هـ الموافق 25 يونيو 2006 م في مواقع الإسناد والحماية التابعة للجيش الاحتلال الصهيوني في موقع عسكري استخباري يمتد لمسافة تقارب الكيلومتر.
بدأت العملية في تمام الساعة الخامسة والربع صباحاً بقصف تمهيدي وإشغال لحامية معبري صوفا وكرم أبو سالم الإسرائيليين بمدفعية الهاون.
بدأت العملية في تمام الساعة الخامسة والربع صباحاً بقصف تمهيدي وإشغال لحامية معبري صوفا وكرم أبو سالم الإسرائيليين بمدفعية الهاون.
ثم بدأ التنفيذ الفعلي الذي قامت به وحدة الاقتحام والتي تسللت للموقع عبر نفق أرضي وتمركزت خلف صفوف العدو، ثم انقسمت إلى عدة مجموعات وكل مجموعة كلفت بضرب أهداف محددة، وهي على النحو الآتي:
المجموعة الأولى: قامت بتفجير دبابة الميركفاة التي كانت تقوم بأعمال الحماية والإسناد في الموقع، وأسفر الهجوم على الدبابة عن مقتل اثنين من طاقمها وإصابة آخر، ووقوع جندي على قيد الحياة في قبضة القسام .
المجموعة الثانية: قامت بتدمير ناقلة الجند وتم مصرع جميع طاقمها، لكن العدو وكعادته حاول التكتم على خسائره ، وحاول أن يقلل خسائره عندما ادعى أن ناقلة الجند وضعت في الموقع لأغراض التمويه.
المجموعة الثالثة: قامت بتدمير الموقع العسكري الاستخباري "البرج الأحمر" بشكل جزئي، ومن ثم قامت بالاشتباك مع الجنود الذين يعتلون الموقع، واستشهد في هذا الاشتباك الشهيدان محمد فروانة، وحامد الرنتيسي.
ثم انسحب المجاهدون الذين اقتحموا الموقع وعادوا إلى قواعدهم تحفهم عناية الرحمن بعد أن نفذوا بكل إتقان العملية، والأهم عودتهم بالصيد الثمين الذين أحيا منذ تلك اللحظة الأمل بالحرية للأسرى الأبطال.
وأسفرت العملية عن أسر الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" من داخل دبابته، كما أسفرت عن مقتل قائد الدبابة ومساعده بالإضافة إلى إصابة ستة آخرين بجراح.
شهداء الوهم المتبدد
بالحديث عن هذه العلمية البطولية فيجب علينا أن لا نغفل دور ثلة من المجاهدين أحيوا بدمائهم الطاهرة هذا الانتصار فلهم منا كل الوفاء..
إنهم صناع وفاء الأحرار ومبددي وهم الفجّار، لذا كان لزاما علينا أن نستذكر بطولاتهم وتضحياتهم بأرواحهم الطاهرة في سبيل تحرير الأرض والإنسان من عتمة السجن وظلم السجان.
والشهداء هم:
الاستشهادي محمد فروانة، الاستشهادي المجاهــد حامد الرنتيسي، والشهيد أشرف مطيع محمود المعشر، والقائد تيسير سعيد سليمان أبو سنيمة.
رد الفعل الصهيوني
أقر الإسرائيليون بأن العملية الاستشهادية "الوهم المبدد" في معبر "كرم سالم" على الحدود مع قطاع غزة كانت نوعية نفذها المجاهدون كما لو أنهم جنود في جيش منظم ومدرب على أعلى المستويات.
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية في عددها الصادر يوم الاثنين 26/6/2006م أن خلافات حادة نشبت بين جهاز الأمن الصهيوني "الشاباك" والجيش الصهيوني حول الفشل الاستخباري الذي صاحب العملية وعدم تمكن جيش الاحتلال ومخابراته من الاستفادة من المعلومات التي قدمها الشاباك حول العملية التي أسفرت عن مصرع جنديين صهيونيين وأسر ثالث.
وقالت الصحيفة إن غضبا يسود أوساط قادة الجيش مما اعتبروه محاولة من الشاباك لإلقاء المسؤولية عليهم مشيرين إلى أن ديسكين قائد الشاباك قدم معلومات عامة عن وجود محاولة الاقتحام دون معلومات مفصلة.
كما عقب رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت "إيهود أولمرت" على عملية "الوهم المبدد"، في افتتاح جلسة الحكومة الأسبوعية قائلاً:"الحكومة بالسلطة الفلسطينية وأبو مازن ورئيس الوزراء إسماعيل هنية مسئولين عما جرى في كيرم شالوم بكل ما يحمل الحدث من معنى".
*******
*******
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق