هيكل الموسوعة « » هيكل الشيء هو دعامته الساسية الملموسة، فهيكل المنزل هو دعامته الخرسانية والهيكل العظمي هو
دعامة الجسد وُ . « » تطلق كلمة هيكل على . الشكل الخارجي الذي يمكن معاينته ويمكن القول بأن مصطلح
» . بر عن طريقة أو منطق ترتيب الشياء ولكن بينما يتسم
« » هيكل يتداخل مع مصطلح «بنية ، فكلهما يعّ
الهيكل . بالوضوح فإن البنية تتسم بالكمون وهيكل هذه الموسوعة هو تعبير عن نموذجها . التفسيري وقد قلنا
« » عن هذه الموسوعة إنها موسوعة تأسيسية بمعنى أنها ليست موسوعة معلوماتية ول موسوعة نقدية
ا
ً
. ا ولهذا السبب، نجد أن الجزء النظري ا تفسيري
وتصنيفيًا جديدً تفكيكية، فهي تطمح إلى أن تطرح نموذجً
ا فلم يكن هنـاك مفر
طويل نسبي . من إعادة تعريف كل المصطلحات ولنفـس السـبب نجد أن تبويب ً
الموسـوعة تم على أسـاس . ا عن ترتيب الموسوعات العادية، لن
موضوعات فقد رتبناها ترتيبًا مختلف ً
اللفبائي يعني أن القارئ عارف بالمصطلحات والشخصيات، أو أنه يقابل مصطلحً أو ا جديدً الترتيب ا
. شخصية جديدة ويريد المزيد من المعلومات عنها أما الترتيب حسب موضوعات، فإنه يعني أن القارئ لبد
أن يتدرج مع الموسوعة من الشكاليات إلى محاولة الجابة إلى ( العرض التاريخي وهكذا على أننا زودنا
ّ سر عملية الوصول إلى المداخل المختلفة، وحتى يستطيع القارئ أن
الموسوعة بفهرس ألفبائي حتى ُيي
يصل إلى أي مصطلح أو شخصية يقابلها).
ويعكس هيكل الموسوعة محاولة الوصول إلى قدر من التعميم دون إلغاء لخصوصية الجزاء واستقللها،
( فنحن نؤمن بأن القصص الصغرى كما يقول دعاة ما بعد ) الحداثة مهمة وممتعة ومباشرة ولها شرعيتها
. القصص لكن هناك داخل كل قصة صغرى إشارات للقصة العظمى التي وى هذه
المحدودة، ولذا لبد أن ُتر َ
تربط القصص الصغرى وتعطيها مغزاها، وبدون هذه الشارات، تصبح القصص الصغرى ل معنى لها؛ محض
تسلية ولغو حديث.
ويتضح اللتزام بكل من التعميم والتخصيص من خلل تقسيم الموسوعة . إلى ثمانية مجلدات أما المجلد
الظاهرة اليهودية ، فهو بمنزلة المستوى الكثر تجريدً ( الول فهـو يضم الطار النظري العام الذي يتجاوز ) ا
وكلية، نشرح فيه النموذج الكبر وما يتفرع عنه من نماذج صغرى، بل نشرح فيه فكرة النموذج ذاتها كأداة
تحليلية . كما نشرح المصطلحات التي نستخدمها وتناولنا في المجلدين الثاني والثالث الشـكاليات العامة
. المتعلقة بدراسة الشأن اليهودي وفي المجلد الرابع خفضنا مستوانا التعميمي، فتناولنا تواريخ الجماعات
العالم والتشكيلت الحضارية ولذا، كان التقسيم هنا جغرافيً اليهودية كلّ على حدة في مختلف بلدان . ا،
فهناك باب عن فرنسا وآخر عن إنجلترا وعدة أبواب عن ك ّ . ل من روسيا وبولندا والوليات المتحدة وحاولنا
أن نبّين التجليات المتعّ ينة للشكاليات النظرية العامة في كل بلد على حدة، كما حاولنا أن نبّ ين بعض
الجوانب التي ل تندرج بالضرورة تحت إطار النموذج المطروح. كما بّ ينا التطور التاريخي داخل كل بلد في
. جانبيه العام والخاص ففي بولندا، مثلً ، أفردنا عدة مداخل لتاريخ بولندا ومداخل مسـتقلة لطبقـة الشـلختا
والقطاع . السـتيطاني وجماعات الهايدماك، وهكذا وتناول المجلد الخامس اليهودية، والسادس الصهيونية ،
. والسابع إسرائيل أما المجلد الثامن فيضم آليات الموسوعة وملحق خاص بالمفاهيم والمصطلحات
الساسية وثبت تاريخي والفهارس اللفبائية.
مى
ّ
سم كل مجلد في الموسوعة إلى أجزاء أقل عمومية من عنوان المجلد فالمجلد الثاني . ُيس
ّ
وقُ
« » ( إشكاليات حيث يتناول كل باب إشـكالية بعينها طبيعة اليهود في كل زمان ومكان ـ إشـكالية الجوهر
اليهودي ـ يهود أم جماعات يهودية؟ ـ يهود أم جماعات وظيفية يهودية؟ ـ إشكالية العداء الزلي لليهود ).
ّ سم كل جزء إلى أبواب مختلفة، وكل باب يضم مداخل مختلفة تبدأ عاد ً « ة بما يمكن تسميته المدخل
وقُ
) رح فيه إشكالية الباب ككل، وفيه تتم
» ( المظلة المدخل العام بالنسبة لهذا الباب وهو المدخل الذي ُتط َ
محاولة . الجابة عنها من خلل النموذج التفسيري الجديد ويعقب ذلك المدخل الرئيسي مداخل تفصيلية
ُ تمثل التطبيق والتوضيح لما جاء في المدخل الرئيسي، وهي أيضً مكّ ثف الذي ا بمنزلة الوصف
التفصيلي ال
ّ ين تجلياته المختلفة . وتحوراته كما أنه يقوم بتعديل النموذج ويتجاوزه دون
ين وُيب
يوضح النموذج بشكل متعّ
. إلغائه فنحن ننكر، على سبيل المثال، أن الُ بعد اليهودي في إسهامات المبدعين من أعضاء الجماعات
اليهودية له قيمة تفسيرية عالية، ولكننا مع هذا أدرجنا مداخل عن ظواهر وشخصيات ل يمكن تفسيرها إل
في ضوء الُ بعد اليهودي، فكأننا ننبه القارئ بذلك إلى فعالية نموذجنا التفسيري وعدم شموليته في الوقت
نفسه.
والعلقة بين مداخل الموسوعة ليست عضوية أو صلبة، فهي تَ َ جل لنفس النموذج، ولذا لبد أن تكون ثمة
ا، ولذا فإن هناك فراغات بين المداخل هي تعبير عن قدر
علقة َتماُ . ثل قوية بينها ولكن التماثل ليس ترادف ً
من عدم . التجانس والنقطاع وعدم الترابط الذي ل يؤدي بالضرورة إلى نفي فكرة الحقيقة وعلى القارئ
" " ( أن يتخيل وجود عبارة والله أعلم مع نهاية كل مدخل وتظهر بالفعل في نهاية المدخل الخير من كل
ا أن الوصول إلى الحقيقة المطلقة ) ا عن هذا البحث عن الحقيقة الذي يعرف من يخوضه
مجلد تعبيرً مسبق ً
. والكاملة مستحيل، ففوق كل ذي علم عليم وقد يحاول القارئ أن يقوم بعملية الربط، وقد يكتشف أن
تسم ا مع الكل، وأن القصة
الظاهرة موضع الدراسة تّ
ً
بالستمرار والنقطاع، وأن الجزاء ل تلتحم عضوي
الحيان الكبرى ل . رتبت المداخل حسب منطق محدد، وكان الترتيب في معظم
تبتلع القصص الصغرى وقد ُ
ا، بحيث نبدأ بالكثر عمومية وأهمية ونتدرج منه لنصل إلى الخاص وربما
هرمي . الهامشي والمداخل التفصيلية ً
ُ ( ) المختلفة الشخصيات ـ الجمعيات ليست شاملة وإنما ممّ ثلة وحسب لما نتصور أنه حالت مختلفة لنفس
النموذج، حالت لها دللة من ناحية المنهج أو من ناحية الممارسة التاريخية المتعّينة.
وقد حاولت الموسوعة أن تجمع بين التعاقب الذي يكشف الُبعد التاريخي للظاهرة المتغّ ( ير عبر الزمان)
والتزامن الذي يكشف الُبعد البنيوي المستقر نسبي الثلثة الخاصة بالجماعات ً ( ). ا عبر الزمان ففي المجلدات
( ) اليهودية من المجلد الثاني إلى المجلد الرابع ، تناول المجلدان الثاني والثالث موضوعاتهما من منظور
ً ( التزامن إشكاليات عامة ـ إشكاليات ا بالنسبة للُ ) بعد الشكالي
التحديث والثقافات وكان الُبعد التاريخي ثانوي
. والبنيوي أما في المجلد الرابع، فالعكس هو الصحيح إذ تناولنا تواريخ الجماعات اليهودية وأصبح الُبعد
. ا وطبقنا المبدأ نفسه داخل المجلدات الخاصة
البنيوي ثانوي . باليهودية والصهيونية وإسرائيل وبنية المداخل ً
نفسها تتضمن التعاقب والتزامن، فمعظم المداخل الرئيسـية تبدأ بمحـاولة تفكيكية حيث يرفض كل مدخـل
التعـريف القـائم إن ا من خلل عملية تركيب
كانت مقدرته التفسيرية ضعيفة، ثم يطرح مصطلحًا جديدً
جديدة تركز على السمات البنيوية الساسية التي تجاهـلها أو هَ ّ مشها النمـوذج القديم، ثم يتم عرض لتاريخ
. . الظـاهرة وفي آخر المدخـل، نطرح بعـض الشكاليات ومع هذا، يتنوع شكل المداخل فلم يتم تنميطها
. الخاصة للظواهر المختلفـة ورغم أن هذا التناول ا حتى يمكن أن تتناول هذه المداخل المنحنيات
تمام ً
للظواهـر موضـع الدراسـة تناول نماذجي، إل أننا حاولنا قدر استطاعتنا أن نزود القارئ بالمعلومات التي
ً نبرهن بها ا حتى ولو كان المر ل يخدم
على المقدرة التفسيرية لنموذجنا وبما نراه ضروري إطارنا التفسيري .
وُيل َ حظ أن كل مدخل هو وحدة مستقلة، قائمة بذاتها، ولكنها تنتمي . إلى كل وبسبب هذا، فإن هناك بعض
التكرار إذ أن استقللية المدخل كانت تتطلب ذكر بعض العناصر التي وردت في مداخل أخرى.
الـمصـطـلح
ْصطََ « » كلمة مصطلح ، وهي « » « » « » « لح ، أو قولهم اصطلح القوم أي زال ما
على زنة ُمفتََعل ، من الفعل ا
بينهم » « » « » « » من خلف و اصطلحوا على المر أي تعارفوا عليه واتفقوا و تصالحوا بمعنى «اصطلحوا».
« » « ». « » « و مصطلح هو الصطلح و الصطلح اسم منقول من مصدر الفعل اصطلح» ومعناه اتفاق طائفة ما
ّ « مي علم الصطلح علم التواطؤ
على شيء مخصوص، ولذا ». . « » ولكل علم اصطلحاته و الصطلح في ُس
العلم هو اتفاق جماعة من الناس المتخصصين في مجال واحد على مدلول كلمة أو رقم أو إشارة أو مفهوم،
وذلك يتم عاد ً ة نتيجة تراكم معرفي وحضاري وممارسـات فكرية لمدة من الزمن، ويتبع ذلك محـاولة تقنين
هذه المعرفة.
وتحديد المفاهيم والمصطلحات مسألة ضرورية لضبط وتنظيم العملية الفكرية وتأطير ممارسات الفكر
أجل صياغة منطق مشترك بين ا عن الفوضى والشتات الذهني، من
الجتماعي في سياق منهجي بعيدً
تفاعلت الفراد.
ومشكلة المصطلح لها شقان:
) أ محاولة توليد مصطلحات جديدة نتيجة تعريف المفاهيم ووصف الظواهر السـاسية ثم تسميتها.
) ب ترجمة المصطلح، فالترجمة شكل من أشكال التفسير، ومترجم المصطلح يجد نفسه، شاء أم أبى،
متوجه ً وراء المصطلح. ا للقضايا الفلسفية والمعرفية الكامنة
والقضيتان رغم انفصالهما متداخلتان وتثيران الشكاليات نفسها.
يسك المصطلح لم يتصالح معنا؟ أو ا، فما العمل إن كان من
ولكن، إذا كان المصطلح أو الصطلح تصالحً
كان يسك المصطلح لتغييبنا نتيجة لخصومته معنا ولن ا يخبئ مفاهيم
وجودنا يعني غيابه؟ أو يسك مصطلحً
ا ضدنا؟ وهذه هي الشكالية التي ا تتنافى مع مفاهيمنا وقيمنا،
وقيم ً ويتبنى نموذجًا تحليليًا معرفيًا متحيزً
تواجهنا . بخصوص المصطلحات المستخدمة في وصف الظواهر اليهودية والصهيونية فقد تم سكها في العالم
الغربي بعناية بالغة، وهي مصطلحات تنبع من تجارب تاريخية ونماذج تحليلية ورؤى معرفية ووجهات نظر
غربية وصهيونية، متمركزة حول الذات الغربية واليهودية، رقية ل
وتحتوي على تحيزات إنجيلية وإمبريالية وع ْ
نشارك فيها بل نرفضها، وهي تحيزات ا من جوانب بعض
جعلت الدارسين الغربيين والصهاينة يض ّخمون كثيرً
الظواهر ويهملون الجوانب الخرى، وجعلتهم يفترضون وجود وحدة حيث ل وحدة، ول يدركون في الوقت
نفسه . ( العلقة بين ظواهر نرى نحن أنها وثيقة الصلة وهي مصطلحات تعبر عن خلل واضح من وجهة نظرنا )
في المستوى التعميمي والتخصيصي، فيتحدثون بصيغة العام عن ظواهر خاصة وفريدة، وبصيغة الخاص عن
ّ المركزية على ما هو هامشي من وجهة مشون ما هو مركزي وأساسي ويضفون صفة
ظواهر عامة، وُيه
. نظرنا ويمكن أن ندرج بعض سمات المصطلحات / : الغربية الصهيونية فيما يلي ـ
1 ـ تنبع المصطلحات الغربية من المركزية « الغربية، فالنسان الغربي يتحدث، على سبيل المثال، عن عصر
» الكتشافات وهي عبارة . تعني أن العالم كله كان في حالة غياب ينتظر النسان البيض لكتشافه والصهاينة
يشيرون أيضً مجهولة فيستكتشفها « » ا إلى أنفسهم على أنهم رواد ، والرائد هو الشخص الذي يرتاد مناطق
بنفسه ويفتحها لينشر الحضارة والستنارة فيها بين شعوبها البدائية.
ّمى النظام العالمي الجديد « ». « » مى الحروب العالمية ونظامه
وحروب العالم الغربي ُتس ّ الستعماري ُيس
ويتبع الصهاينة نفس النمط، فقد كان « » هرتزل يحاول تأسيس دولة يضمنها القانون الدولي العام وكان يعني
في واقع المر « » « ». القانون الغربي أو بمعنى أصح القوى المبريالية الغربية والمنظمة الصهيونية ُتو َجد
يوجد يهود في الصين أو الهند أو ا في العالم الغربي حيث تتركز الغالبية الساحقة ليهود العالم إذ ل
أساسً
( اليابان أو في معظم بلد آسيا باستثناء بضعة أفراد في الصين وبضع عشرات في اليابان وبضع مئات في
). الهند ول يوجد يهود في أفريقيا إل ( ) في جنوب أفريقيا في الجيب الستيطاني الغربي وبضعة آلف في
. المغرب ورغم هذه « الحقيقة، إل أن المنظمة الصهيونية تشير إلى نفسها باعتبارها المنظمة الصهيونية
» « ». العالمية ل المنظمة الصهيونية الغربية وحينما صدر وعد بلفور، وردت فيه إشارة « إلى الجماعات غير
» اليهودية ، أي سكان فلسطين من العرب البالغ عددهم آنذاك ما يزيد عن 95 %من عدد السكان، أي أن
الغالبية الساحقة من سكان فلسطين تم تهميشها لصالح . المستوطنين الصهاينة ول يمكن فهم عملية
التهميـش هذه إل في إطار أن الصهاينة هنا هم ممثلو الحضارة الغربية التي تظن أنها تحتل مركز الكون
والتاريخ، ولذا فإن حقوقهم . في فلسطين حقوق مركزية مطلقة أما حقوق غيرهم من البشر ممن أقاموا
في هذه الرض وزرعوها وحصدوا ثمارها وبنوا منازلهم فيها عبر آلف السنين، فهي هامشية، وهم مجرد
جماعات غير يهودية.
ومن أهم المصطلحات التي أحرزت شيوعً « » مصطلح معاداة السامية ، وهو مصطلح ا في لغات العالم
( / ) ترجمت نفسها إلى نظام تصنيفي آري سامي ، والسامي رقية والمركزية الغربية التي
يعكس التحيزات الع ْ
بالنسبة للغرب هو اليهودي، وهو ما . ل يمكن أن يقبله أي دارس للتشكيل الحضاري السامي ومع هذا، شاع
المصطلح وسبب . « » الخلل وقد أصبح المجال الدللي لمصطلح معاداة السامية يشير إلى أي شيء ابتدا ًء
من محاولة إبادة اليهود، وانتها ًء بالوقوف ضد إسرائيل بسبب سياساتها القمعية ضد ا بإنكار
العرب، مرورً
البادة.
2 ـ َيص ُ در الغرب عن رؤية إنجيلية لعضاء . الجماعات اليهودية وحتى بعد أن تمت علمنة رؤية العالم الغربي
لليهود، ظلت بنية كثير من المصطلحات ذات طابع إنجيلي، فاليهود هم شعب مق ّدس أو شعب شاهد « » « »
» « ». نس أو شعب ملعون وبغض النظر عن الصفات التي تلتصق باليهود، فإن صفة الستقلل
ّ
« أو شعب مد
ا
نسً
دسًا أم مدّ
ًا مق ّ
والوحدة هي الصفة الساسية، فسواء كان اليهود شعب . فهم شعب واحد وقد ترجم هذا
« » دس الذي ورد في التوراة هو « » ا كما
المفهوم نفسه إلى فكرة الشعب اليهودي ، تمام ً أصبح التاريخ المق ّ
ّكل مفاهيم الوحدة والستقلل هذه الطار النظري لكل من الصهيونية ومعاداة
« ». التاريخ اليهودي وُتش
اليهود.
ومشكلة هذه المصطلحات أنها تفترض وجود وحدة تاريخية بل عضوية بين يهود الصين في القرن الرابع
. عشر ويهود الوليات المتحدة في القرن العشرين وهي . تؤكد وجود استمرارية حيث هناك انقطاع والعكس
. كامل بين اليهود والغيار حيث يوجد في واقع المر استمرار ونجم ا صحيح، فهي تفترض وجود انقطاع
أيض ً
عن ذلك فشل في رصد كثير من العناصر التي تفاعل معها أعضاء الجماعات اليهودية وتأثروا بها وأثروا فيها.
3 ـ انطلق الصهاينة من المركزية الغربية هذه وع ّ مقوها بإضافة المركزية الصهيونية، وجوهر هذه المركزية
هو أن اليهود كيان مستقل ل يمكن دراسته إل من الداخل في إطار مرجعية يهودية خالصة، أو شبه خالصة،
وهو ما أ ّ دى إلى ظهور ما أسميه «جيتوية المصطلح فكثير من الدراسات التي ُ ». كتبت عن الموضوع اليهودي
والصهيوني ( ) تستخدم مصطلحات من التراث الديني اليهودي بعضها بالعبرية أو الرامية أو من تراث إحدى
الجماعات اليهودية عاد ً ( ) ة يهود اليديشية أو من الدبيات الصهيونية لوصف الظواهر اليهودية والصهيونية،
وكأن هذه الظواهر من الستقللية والتفرد بحيث ل يمكن أن تصفها مفردات في أية لغة أخرى.
وتتضح جيتوية المصطلح الصهيوني الكاملة في أوجه عدة أهمها ظهور مصطلحات مثل التاريخ اليهودي « »
«و العبقرية » « » اليهودية و الجوهر اليهودي وهي مصطلحات تفترض وجود تاريخ يهودي مستقل له حركياته
المستقلة عن تاريخ البشر، ومن ثم ل ُيف ّ سر سلوك أعضاء الجماعات اليهودية في ضوء تاريخ المجتمع الذي
( يعيشون فيه وإنما في إطار حركيات تاريخ مقصور عليهم ومما يجدر ذكره أن المعادين لليهود يتبنون جيتوية
المصطلح هذه فيتحدثون عن الجريمة اليهودية « » وعن المؤامرة اليهودية « » ).
وتتضح هذه الجيتوية بشكل متطرف في رفض المراجع الصهيونية ترجمة الكلمات العبرية وفي الصرار
يز " " " "
ترجمة المصطلح نابع من اليمان بَتف ّ . على إبرازها بمنطوقها العبري وعدم رد التراث اليهودي و تمّ
الذات اليهودية .. . « » « » « وقدسيتها إلخ ولذا تتحدث هذه المراجع عن الليكود و المعراخ و أحدوت هاعفوداه»
و المتسفاه أما حرب أكتوبر فهي حرب يوم كيبور « ». « ».
والمراجع العربية مع السف تتبع المصادر الصهيونية في معظم الحيان، فنترجم عبارة Conservative
Party » ) « » إلى العربية فنقول حزب المحافظين ول نقول كونسيرافتيف بارتي مثلً بينما يظل الليكود » ) « »
والشاذ، وأقول غريبًا وشاذً « » أو أحدوت هاعفوداه على شكلهما العبري الغريب ا، ل لن اللغة العبرية غريبة
وشاذة، فهي لغة مثل أية لغة في العالم، لها قواعدها وقوانينها، ولكن الغرابة والشذوذ يكمنان في السياق
. العربي نفسه فإذا كانت عبقرية اللغة العربية تتجه نحو الترجمة، إذن فلنترجم ول نستثني من القاعدة إل ما
ُيستثنى عاد ً ة، مثل بعض الكلمات التي يتصور المترجمون عجز « اللغة عن ترجمتها، مثل الجمهورية
» « الفيدرالية ، أو الختصارات مثل اليونسكو» « » وصاروخ سام ، فهذه الختصارات أصبحت مثل أسماء
ً ( ا
العلم وإن كان يجرى أحيان ترجمة الختصارات فحلف الناتو أصبح حلف شمال الطلنطي ولكننا ل « » ).
ُنطّبق هذه ا دون تغيير أو تعديل وكأنه قدس القداس
القواعد على المصطلح الصهيوني، ونتركه عبري الذي ً
يجب أل يطأه إل كبير الكهنة وحده، أو كأنه الشيم هامفوراش الذي ينطق به كوهين جادول مرة واحدة كل
ُ . مستو َعبين
ا فيه وفي حالة انهزام كامل أمامه،
عام وبقاء المصطلح على شكله العبري يجعلنا نفسيً
فالتركيبة الصوتية التي تخلط بين الهاء والعين هاعفوداه ، والتركيبة الصوتية الخرى تسي الكيبوتس ل ( ) « » ( )
اللغة العربية وبالتالي فهي تسبب جهدً سواء، هذا تتواتران في ا لدى القارئ ولدى السامع العربيين على حدٍ
على عكس التركيبات الصوتية المألوفة للذن العربية كما أن معنى أحدوت . « » « » أو معنى هاعفوداه يظل
ا في أسداس
شيئ ليصـل إليه، ول يملك المرء أمام هذا إل أن ًا غريبًا على العقل، يضرب النسان أخماسً
يكرر الصوات التي يسمعها دون أن يحيط بها إحاطة كاملة.
كما تظهر جيتوية المصطلح أيضً ( ) وللسماء دللة خاصة في الدين اليهودي ، ا في ترجمة أسماء العلم
فالمصطلح الصهيوني نابع من اليمان بأن اليهودية هي انتماء قومي، ولذا يجب عبرنة كل السماء، فيصبح
« » « موسى هس هو موشيه» « » « » بغض النظر عن انتمائه القومي الحقيقي ويصبح سعيد هو سعديا ، ويصبح
َ » طق هذه السماء بالعبرية، مع أن بعض حملة
« » إسحق هو «يتسحاق كما لو كان المر المنطقي هو أن تُنْ
هذه السماء ل يعرفوا العبرية ولم ُينا َ دوا بهذه السماء مرة واحدة طيلة حياتهم.
« » ويظهر النغلق الجيتوي التام في اصطلحات مثل الهولوكوست و « » العالياه وهي اصطلحات وجدت
ديني يعني العلو والصعود إلى أرض الميعاد ول علقة له . ا إلى اللغة العربية والعالياه اصطلح
طريقها أيض ً
بأية ظاهرة اجتماعية، ومع هذا يستخدم الصهاينة الكلمة للشارة للهجرة الستيطانية، أي أن الظاهرة التي
سبب ونتيجة أصبحت شيئ . « » و الهولوكوست هو تقديم ًا فريدً لها ا، وظاهرة ذاتية ل تخضع للتقنين والمناقشة
ومع هذا يستخدم الصهاينة هذه الكلمة رق كله ول يبقى منه شيء للكهنة،
قربان للرب في الهيكل ُيح َ
. للشارة إلى البادة النازية لليهود والغرض من استخدام كل هذه المصطلحات الدينية العبرية هو إزالة
الحدود والفوارق بين الظواهر « » « » المختلفة، بحيث تصبح عالياه هي الهجرة الصهيونية الستيطانية ، وتصبح
الهجرة « » الصهيونية هي العلو والصعود إلى أرض الميعاد، أما الهجرة منها فهي يريداه هبوط ونكوص وردة .
ولعل مما له دللته أن العبرية توجد فيها كلمة محايدة تصف الهجرة وحسب، ولكن الصهاينة استبعدوها، وهو
ما يؤكد المضمون اليديولوجي لهذا المصطلح.
وُيق ّ « » « » « » سم علماء اليهود إلى جاؤونيم و صابورائيم و تنائيم وهكذا، وتشير لهم كثير من المراجع بهذه
. الكلمات وهذا يعني أن القارئ الذي ل يعرف العبرية يقف ا أمام هذه السماء والظواهر وكأنه أمام
مدهوشً
( شيء عجائبي غير إنساني فالشيء ). الفريد الذي يتأيقن يضع نفسه خارج حدود ما هو إنساني وقد اختار
الصهاينة عدة « » مصطلحات دينية مختلفة ليطلقوها على كيانهم الستيطاني فسموه كنيست يسرائيل ثم
ّمي أخيرً » « » ا إسرائيل وكلها مصطلحات تحمل دللت دينية ل علقة لها بأية ظواهر سياسية
«يشوف ثم ُس
. أو اجتماعية ولكن الغرض من استخدام المصطلح الديني للشارة لظاهرة سياسية هو الخلط بين الحدود،
ونقع نحن في المأزق ونجد أنفسنا نناقش ما إذا كانت حدود إرتس يسرائيل كما وردت في العهد القديم
مطابقة لحدود إسرائيل كما فرضت نفسها على الوطن الفلسطيني، وننسى أن ما حدد هذه الحدود هو
العنف الذاتي الصهيوني والدعم الغربي من الخارج.
وتصل الجيتوية إلى قمتها في رفض المراجع الصهيونية وبعض المراجع الغربية استخدام كلمة فلسطين « »
للشارة إلى هذه الرقعة الغالية من الرض العربية، حتى قبل عام 1948 " .ا
" ا صهيونيًا علميً
ولذا نجد مرجع ً
" يتحدث عن المسرح العربي في فلسطين في الثلثينيات فيشير إلى المسرح العربي في إرتس " يسرائيل ،
ول يملك النسان إزاء هذا إل أن يضحك في مرارة من سخف وتفاهة الجيتوية وتحيزاتها.
4 ـ وهناك ُ بعد آخر في المصطلح الصهيوني يقف على طرف النقيض من « » الجيتوية وهو ما نسميه
« ». التطبيع وهو محـاولة إسـباغ صفة العمـومية والطبيعية على الظواهر الصهيونية رغم ما تتسم به، في
بعض جوانبها من تفرد، بسبب طبيعتها . الستيطانية الحللية فالحركة الصهيونية في إحدى ديباجاتها تحاول
تقديم الحركة الصهيونية، ومن بعدها الكيان الصهيوني، باعتبارهما ظواهر سياسية عادية وكأن الكيان
السياسي السرائيلي ل يختلف في أساسـياته عن أي كـيان سـياسي آخر، فيتـم الحـديث " عن نظـام
" الحزبين في الديموقراطية السـرائيلية ، وعن الصهيونية باعتبارها " " " القومية اليهودية بل حركة التحرر
" الوطني للشعب اليهودي ، وكأن القليات اليهودية في العالم إن هي إل شعب صغير مثل شعوب العالم
الثالث وأن الصهيونية ليست شكلً من أشكال الستعمار الستيطاني الحللي وإنما حركة تطرد المغتصبين
ّ وتستعيد لهم أرض . ميت بعض جوانب التجربة الستيطانية الصهيونية بـ
الجداد ال "الحركة ُمســتع َمرة وقد ُسـ
" " " التعاونية و الصهيونية الشتراكية ولهذا نجحت الصهيونية في تطبيع ذاتها على مستوى المصطلح واكتسبت
ا غير مضمونها
ًا وطبيعيً
ًا عام ًا وعادي
مضمون الحقيقي.
ورغم رفضنا لتف ّ المصطلح وإيماننا بأن الظاهرة التي يشير رد الظواهر اليهودية والصهيونية ورفض جيتوية
إليها دال ما تخضع في كثير من جوانبها للقوانين العامة التي تحكم هذه الظاهرة، إل أن كل ظاهرة تظل لها
( خصوصيتها المنحنى ) الخاص للظاهرة وما يميزها عن غيرها من الظواهر، وعملية التطبيع تتجاهل هذا كله.
« » بق على كيان سياسي يستند إلى عملية سرقة
فكلمة ديموقراطية حينما ُتطّبق على إسرائيل فهي ُتطّ
تاريخية ل تزال آثارها واضحة، ولذا يجب على هذا الكيان " " الديموقراطي قمع أصحاب الرض بشكل مستمر
حتى يضمن بقاءه، كما أن هذا الكيان يستند إلى عملية تمويل ودعم مستمرة من الغرب تضمن أمنه
وانتماءه للغرب وعمالته له، وهو ما يعني أن هذه الديموقراطية في واقع المر ليست لها إرادة أو سيادة
مستقلة.
« » ( ) ومصطلح مثل التفسير في العقائد الدينية التوحيدية يعني بذل جهد من جانب المؤمن لتفسير الكتاب
المقدس الذي يؤمن به، ومع هذا يظل التفسير تفسيرً ) ويظل الكتاب المق ّ . دس هو كلم الله أما ا إنسانيً ( ا
« » كلمة تفسير في اليهودية فهي تدور في « » إطار الشريعة الشفوية التي تضعها اليهودية الحاخامية في
. « » « » دس ونفس الشيء ينطبق على مفردات مثل الله و النبي فهي
منزلة تفوق منزلة الكتاب المق ّ
ا
جديدًا يختلف عن مضمونها في العقائد الخرى ولعل ما حدث للدال يهودي َ تكتسب مضمون مَ . « » ثل مثير ً
على ما نقول، فمن المفروض أن يكون أبسط الدوال ولكنه أصبح من أكثر المدلولت خلفية، حتى نصل
إلى المصطلح المختلط تمام ً » ( « ») الملحد و اليهودية اللحادية وهو « ا، الدال الذي ل مدلول له اليهودي
ّ ي من العقائد التي
مصطلح ليس له نظير في أ نعرفها وعملية التطبيع المصطلحية ُ . تسقط كل هذا
طحه.
ّ
وُتس
وفي محاولة منا ا وتفسيرية وشمولً ودقة نحتنا
لتجاوز هذه الصعوبات وللوصول إلى مصطلحات أكثر تركيبً
مصطلحات َتنُ بع من نموذج تحليلي جديد مركب ل يتبنى المرجعية الغربية أو الصهيونية ويستند إلى إدراك
. عربي إسلمي للظواهر وإلى مرجعية عربية إسلمية وكان ديدننا في ذلك هو محاولة تشجيع العقل العربي
على أن يتجاوز التلقي وينطلق إلى البداع من خلل تجربته الحضارية المتعّ ينة ومعجمه الحضاري الخاص
كما فعل الفلحون الفلسطينيون في نهاية القرن الماضي حينما قابلوا المستوطنين الصهاينة فلم يسموهم
« » الرواد أو « » « الحالوتسيم كما نفعل نحن الموضوعـيين المتجردين من الذات وإنما سموهم المسـكوب»
" " " " أي أولئـك الذيـن جـاءوا من موسكو ، أي الغرباء الغربيين الذين جاءوا لغتصاب الرض، شأنهم في هذا
شأن كل النفايات البشرية التي كانت تسبق جيوش الحتلل الغربي . وتمشي في ذيلها فالفلحون هنا نظروا
بعيونهم العربية وشعروا بما شعروا به ثم سموا الشياء بأسمائها خارج نطاق الديباجات والعتذاريات
والدعاءات عن الذات وعن الخر. كما أننا نتصور أن المصطلحات التي تستـند إلى تجربتنا التاريخية الحية
سـتتضمن جوانب من الواقع آثر الغربيون والصهاينة تجاهلها، عن وعي أو غير وعي، ولذا ستكون
مصطلحاتنا أكثر تفسيرية وكون مصطلحاتنا تعّبر عن ذاتيتنا العربية السلمية ل . يعني بالضرورة أنها
. محصورة في هذه الذاتية ل تتجاوزها ومن هنا إصرارنا على مقدرة هذه المصطلحات التفسيرية، رغم أنها
تنطلق من ذاتيتنا وقد عّ . بر كل هذا عن نفسه من خلل المصطلحات التي اسُ تخدمت في هذه الموسوعة
في أشكال عديدة:
1 ـ َيص ُدر النموذج المركب الذي نستخدمه عن اليمان باستقلل النسان عن الطبيعة، وهو ما يعني ضرورة
فصل مصطلحات العلوم النسانية عن العلوم الطبيعية والتزام الحذر تجاه المصطلحات التي ُ تستعار من
عالم الطبيعة، وخصوصً / . تفترض مركزية الطبيعة المادة ويظهر هذا في ا الصور المجازية العضوية التي
« » استخدامنا لمصطلح النسان الطبيعي في مقابل مصطلح النسان الرباني أو النسان النسان « » ( « »).
» « » « » ينا دللة ذلك، كما
وحينما استخدمنا مصطلح «عضوي ، كما في القومية العضوية أو الشعب العضوي ، بّ
ّينا . « دللة الصور المجازية العضوية على وجه العموم وقد استخدمنا مصطلحي أكثر تفسيرية وأقل
ب
تفسيرية بدلً » « من موضوعي وذاتي لنفس السبب وهو ما نوضحه بإسهاب في المدخل المخصص
للموضوع.
كب عن اليمان بوجود ثنائية أساسية في الكون النسان والطبيعة تتب ّ ( ) دى في حالة
ّ
2 ـ َيص ُدر النمـوذج المر
اللغة من خـلل ثنائية الدال والمـدلول، أي ثنائية المصطـلح والمفهوم الكـامن وراءه والستقلل النسبي
للواحد عن . الخر وهذا يجعل من الممكن مراجعة المصطلحات عن طريق تفكيكها والوصول إلى مرجعيتها
( ). الكامنة كمونية أم متجاوزة ـ واحدية أم ثنائية؟ وقد قمنا بمناقشة معظم المصطلحات المتداولة في حقل
الدراسات اليهودية والصهيونية وبّ ينا عدم كفاية الكثير منها وتحيزها ثم طرحنا مصطلحاتنا الجديدة.
ومن المصطلحات المستخ َ دمة في هذه الموسوعة كلمة ديباجة ، وهي كلمة يمكنها في تص ّ « » ورنا التعبير عن
المسـافة التي تفصل الدال عن المدلول فالديباجـة ُ . " " تضاف إلى النص فيمكن أن توضحه، ويمكن أن
ُ . تخفي معانيه، ويمكن أن تبرره عن حق أو عن باطل وقد استخدمنا هذا المصطلح لنشير إلى الصهيونيات
ّدعي أن لها أسسً « » كافة، فنقول الصهيونية ذات الديباجة المسيحية بمعنى أنها صهيونية ا مسيحية وهي في
ت
« واقع المر ليست كذلك، كما نقول الصهيونية ذات » الديباجة الديموقراطية فهي صهيونية ت ّدعي
الديموقراطية، ولكنها تظل صهيونية تلتزم بالصيغة الصهيونية الساسية الشاملة.
3 ـ تفرز النماذج الختزالية تفسيرات شاملة نهائية مغلقة، ومن ثم فالمصطلحات النابعة من هذه النماذج
تتسم بالنغلق . والطموح إلى الشمول الكامل واليقين التام أما النماذج التحليلية المركبة فهي تؤدي إلى
ظهور مصطلحات منفتحة ذات مقدرة تفسيرية معقولة ول تتسم بالتماسك العضوي الصلب، ولذا فهي
قادرة على رصد الجزاء في علقتها بالكل، دون أن يذوب الجزء في الكل، وترصد العام والخاص دون أن
. ا منهما وهي مصطلحات منفتحة قابلة للتعديل
تتجاهل أي ول تطمح للوصول إلي مستوى من الدقة واليقينية ً
يقترب من المستوى الذي يتوهم البعض . أن بإمكانه الوصول إليه في العلوم الطبيعية والبناء المصطلحي
ككل ل يتسم بالدقة . واللتزام بالمعايير المجردة الثابتة وإنما بالتركيب والتركيب ل يعني عدم الدقة وإنما
يعني محاولة زيادة المقدرة التفسيرية عن طريق محاولة الحاطة بأكبر عدد ممكن من المكونات المادية
الواضحة للظاهرة مع إدراك وجود جوانب مجهولة ل يعرف عنها النسان الكثير وبعضها ل يمكن رده لقوانين
المادة، ومع هذا يمكن الشارة إليها والتعبير عنها بطرق مختلفة.
وفي إطار النموذج المركب يتم تحديد المستوى التعميمي والتخصيصي للمصطلح ليتناسب مع الظاهرة بدلً
من محاولة الوصول إلى أعلى ا في عالم الجبر
مستويات التعميم دائمًا، فمثل هذه محاولة تنتهي بنا دائم ً
والهندسة . والرياضة والشياء، وهو عالم يقتل النسان ول يعرف الضحك أو البكاء ولعل مصطلح «جماعات
» « » ( يهودية المركب مقابل مصطلح اليهود البسيط الذي يتأرجح بشدة بين العمومية والتف ّرد هو َمَ ) ثل على
هذا، فهو مصطلح يحاول أن يشير، في ذات الوقت، إلى قدر من الوحدة وإلى قدر أكبر من عدم التجانس
(« ») ويتعامل مع الخاص جماعات والعام (« ») يهودية ، ولذا فهو مصطلح دقيق ل بسبب بساطته وإنما بسبب
. تركيبيته ونفس الشيء « ». ينطبق على مصطلح تواريخ أعضاء الجماعات اليهودية ونحن نتحدث كذلك عن
«المسألة » « » اليهودية بشكل عام، ثم نخصص فنقول المسألة اليهودية في شرق أوربا ثم نزيد في
« » (« التخصيص فنقول المسألة اليهودية في روسيا ، وبذلك نربط بين العام المسألة ») اليهودية والخاص
لب مستوى على (« ») (« رد في روسيا
ّ
في شرق أوربا والخاص الذي يقترب من التف ّ »)، نربط بينها دون أن ُنغ
الخر، فالمستوى التحليلي هو الذي يحدد المصطلح المناسب لدرجة التعميم أو التخصيص.
ونحن نشير على سبيل المثال إلى « » « » حركة الستنارة الغربية و حركة التنوير اليهودية لنميز بين الصل
والفـرع والكل والجزء والفاعل والمفـعول به، فحركة السـتنارة حركة غربية قامت بتنوير أعضاء الجماعات
اليهودية، ولذا فحركة الستنارة حين تنتقل إلى صفوفهم ُ « تصبح حركة تنوير». والنمط نفسه ُيو َ جد في
مصطلح آداب مكتوبة بالعبرية بدلً « » « من مصطلح أدب عبري». ففي أواخر القرن التاسع عشر كان ُيو َجد
أدباء يكتبون بالعبرية، ولكن العبرية نفسها كانت لغة فجة جامدة، ليس لها تراث أدبي ثري، ولذا كانت
المرجعية الدبية والعاطفية والحياتية للدباء هي التراث الدبي للبلد التي يعيشون فيها، ومن ثم فأدبهم هو
« » « ». أدب مكتوب بالعبرية ، ومن ثم فهناك آداب مكتوبة بالعبرية أما الدب العبري نفسه فنحن نرى أن
المصطلح يمكن استخدامه ابتدا ًء من الستينيات بعد أن استقرت التقاليد الدبية العبرية في إسرائيل
وأصبحت من الثراء بما يكفي للهام الدباء السرائيليين وغيرهم ممن يكتبون بالعبرية.
وُيل َ حظ أن مدلولت المصطلحات قد تتغير من مرحلة تاريخية لخرى ومن منطقة جغرافية لخرى، ومع هذا
يظل هناك دا ّ . ل واحد وهذا ما لحظناه في مصطلح الماسونية إذ اكتشفنا وجود ماسونيات عديدة « » ُيشار
لها كلها « ». « » « » باعتبارها الماسونية ولذا قسمناها إلى ماسونية ربوبية و ماسونية إلحادية و «ماسونية
»... العالم الثالث إلخ.
4 ـ وفي محاولة زيادة تركيب الهيكل المصطلحي قمنا بإدخال مصطلحات جديدة تعّ بر عن مفاهيم تحليلية
كلمة منحوتة من صياغتنا بمعنى ُيح ّ « جديدة مثل حوسلة» ( « ») « » « ول إلى وسيلة ـ العربي الغائب و اليهودي
» ( الخالص مفاهيم تحليلية كامنة في الخطاب الصهيوني ولم يفصح عنها لنها تفضحه وتسبب ) له الحرج ـ
« » ( ) « » ( الجماعة الوظيفية مفهوم تحليلي جديد ـ القطاع الستيطاني مفهوم تحليلي جديد يستند إلى
مفاهيم قديمة).
وقد حاولنا تفتيت بعض المصطلحات « » الصهيونية التي تشير إلى أكثر من ظاهرة، فاصطلح إسرائيل فتتناه
« إلى إسرائيل» ( ) « » ( ) « ( الدولة الصهيونية ، و يسرائيل العبرانيون بالمعنى الديني ، و يسرائيل إفرايم)» (مملكة
) « يسرائيل العبرانية ، وحاولنا توضيح الحدود بين مصطلحات متداخلة مثل عبراني» و يهودي و إسرائيلي « » « »
« » « » « » و يسرائيلي و صهيوني ، واصطلح الصهيونيتان هو محاولة لتفتيت مصطلح يشير إلى ظاهرتي
« » « » الصهيونية الستيطانية و الصهيونية التوطينية كما لو كانتا ظاهرة واحدة، ومن خلل التفتيت بّ ينا حدود
( وتاريخ تطور كل منهما والشيء « »). « نفسه ينطبق على مفهوم العلمانيتان ونحن نشير إلى المسيح
« » يح حتى نحتفظ بمسافة بين التراث الديني اليهودي والتراث الديني لص اليهودي
» باعتباره الماشّ
ّ
المخ
المسيحي.
5 » ـ طورنا طريقة جديدة في التعريف نطلق عليها التعريف من خلل دراسة الحقل الدللي لمجموعة من
» المصطلحات المتداخلة المتشابكة وتوصلنا إلى تعريف للنموذج والعلمانية والحلولية الكمونية من خلل
. هذه الطريقة وهي طريقة تتسم بالتركيب، نقوم فيها باستعراض كل التعريفات المتاحة بدلً من التيان
بتعريف جديد ( ) ثم نحاول اكتشاف الرقعة المشتركة النموذج الكامن فيما بينها ونجردها، ويصبح هذا هو
ّدد المصطلحات وَتن بدراسة التعريفات المعجمية ّ . وعها يفرض علينا أل نكتفي
التعريف الجديد كما أن َتع
الهزيلة بل نخرج من نطاق الكلمات والتعريفات لنتواصل مع الظواهر الجتماعية والتاريخية نفسها ومن ثم
. يتسع نطاق عملية التعريف وإذا كان التعريف هو النموذج النظري، فتوسيع نطاق عملية التعريف يعني
دراسة الطريقة التي تمت من خللها ترجمة هذا النموذج في الواقع، والمشاكل الناجمة عن هذا التطبيق،
وهو المر الذي تتجاهله طريقة التعريف السائدة.
وفي تعريفنا للصهيوني قمنا برفض كل التعريفات القائمة، ومن خلل عملية تفكيك وتحليل وصلنا إلى ما
نتصور أنه الثوابت البنيوية أو المسلمات الساسية الكامنة، ثم قمنا بعملية إعادة تركيب تهدف إلى التركيز
« على هذه الثوابت والمسلمات ووصلنا إلى ما سميناه الصيغة الصهيونية الساسية الشاملة».
6 ـ نجد أن النماذج الختزالية المغلقة تدفع بنا عن غير وعي إلى الثنائيات المتعارضة، إذ تنقسم كل الشياء
إلى سالب وموجب، قابل ورافض، ناجح وساقط، صقور وحمائم إلخ كما تقول إحدى قوانين الديالكتيك ... ( ).
ولعل الثنائيات المتعارضة في المصطلحات قد تسللت لنا من نماذج العلوم الطبيعية والرياضية، فنحـن نميل
كان غير دقيق، ولكن ا، حتى إن
للتحـدث عن الطبيعـة باعتـبارها إما سـالب أو موجب، وهو أمر مريح جدً
حينما ُ ين َقل هذا إلى عالم النسان، فإن النتيجة تكون سلبية إلى . أقصى حد ولعل هذا أحد العيوب الساسية
للخطاب السياسي العربي ولطريقته في التصنيف، وأعني سقوطه في الثنائيات المتعارضة التي استوردها
من العلوم الطبيعية من خلل . ( المراجع الجنبية ولكن الواقع النساني بما يتضمن من ثغرات وتركيب
واستمرار ) وانقطاع أكثر تركيبية ورحابة وأقرب إلى قوس قزح، تتداخل فيه اللوان برغم استقللها، ل توجد
( له بداية حادة ول نهاية حادة ول حتى وسط مطلق رغم إمكان افتراض وجود هذه الشياء من الناحية
للظاهرة يمكن أن يجتهد النسان في اكتشافها، ولذا فإن النموذج ). كز
ّ
التحليلية ومع هذا، توجد نقطة َتر
التركيبي يشجع على رصد الواقع من خلل متصل مستمر من المقولت المتداخلة ليست بالضرورة سالبة أو
. ا ودللة من المقولت . المتطرفة كما أن
موجبة وإنما بين بين والمقولت الوسطية عاد ًة ما تكون أكثر تركيبً
ّ بر عن نفسها من خلل مصطلحات جديدة استبعدها الصهاينة والمعادون لليهود ( )
هذه المقولت الوسطية ُتع
ُ تمام ً مستب َ . عدة في ا، فهم يدورون في إطار ثنائيات صلبة
متعارضة ساذجة وتتضح المقولة الوسط ال
مجموعة من المصطلحات الجديدة. « » « » فبين ثنائية الرفض اليهودي للصهيونية و الذعان اليهودي لها يوجد
«التملص » « » « » « » « اليهودي منها، وبين العداء لليهود و التحيز لهم يوجد الت
الأربعاء، 17 يوليو 2019
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب
عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب 14/10/2024|آخر تحديث: 14/10/20...
-
محمد العمدة يكتب: السيسي والعسكر ونهب مصر (5) تحقيق جمعة الشوال ...
-
تداول نشطاء قطريون معارضون لنظام تميم بن حمد بن خليفة أل ثانى صورة لقطريين يتناولون مثلجات عليها صورة "ت...
-
00 :00 00 :30 نشرة أخبار 00 :30 01 :00 نشرة أخبار 01 :00 01 :05 نشرة أخبار 01 :05 02 :00 أفلام وثائقية 02 :00 02 :30 نشرة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق