البيان الأول لطلبة العلم الشرعي في الإمارات بخصوص زيارة تواضروس وبناء الكنائس في الإمارات
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ال
ْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}
فقد تداعت ثلة من طلاب العلم في الامارات إلى تحذير الشعب الاماراتي
المسلم لما آلت إليه الأمور في الفترة الأخيرة من تقنين المنكرات و إظهارها
بشكل قانوني و شرعي حتى ينسى الشعب الاماراتي المسلم قيمه و عاداته و
عقيدته بالمقام الأول فخفنا على أنفسنا و عليكم من العقاب الذي سيحل بنا
إذا سكتنا عن ذلك حيث سيصيبنا ما أصاب بني اسرائيل حيث قال تعالى في كتابه
العزيز(لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِنْ بَني إِسْرائيلَ عَلى لسان دَاودَ
وعيسى بن مَرْيَمَ ذلكَ بِما عَصَوْا وكَانُوا يَعْتَدونَ.كَانُوا لا
يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنْكَر فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا
يَفْعَلونَ)(المائدة: 78- 79.)
وروى البخاري ومسلم عن زينب بنت جحش رضي الله عنها: أنَّ النبيَّ صلى
الله عليه وسلم استيقظَ يومًا من نومه فزِعًا وهو يقول: "لا إله إلا الله،
ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب، فُتحَ اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا
(وحلَّق بين أصبعيه السبابة والإبهام)" . فقالت له زينب رضي الله عنها: يا
رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم؛ إذا كَثُرَ الخَبَث".
ولقد كثر الخبث في مجتمع الامارات و سكت العلماء الرسميين للدولة في منكر
عظيم حصل في هذه الدولة المسلمة و ما حدث يندى له الجبين لقد أتى الأمارات
من يقول على الله قول عظيما (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا 88 لقد جئتم شيئا
إدا 89 تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا 90 أن دعوا
للرحمن ولدا 91) لقد أتى المسيحين إلى أرض الامارات التي جاهد الصحابة
عليها و بذلوا مهجهم و أرواحهم لتطهير هذه الأرض من الشرك و كيف لا يبذلون
الغالي و الثمين في إخراج الشرك من أرض المسلمين و قال الحبيب المصطفى في
حديث حديث عائشة رضي الله عنها: (لا يترك بجزيرة العرب دينان) رواه أحمد،
وحديث أبي عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه: (لا يبقين دينان بأرض العرب)
رواه البيهقي.
وجزيرة العرب هي كل دول مجلس التعاون واليمن على أرجح
أقوال أهل العلم ونتفاجأ اليوم أن هناك دين ثانٍ غير الأسلام ينشر في
جزيرة العرب بتغطية من الحكومة الاماراتية و هذا منكر عظيم حيث أجمع
العلماء على تحريم بناء المعابد الكفرية ومنها الكنائس في جزيرة العرب
وأنها أشد إثماً وأعظم جرماً وأقوالهم في هذا كثيرة جداً، يكفي أن أنقل لكم
أقوال المذاهب الأربع :
1- قال الإمام محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة: (ليس ينبغي أن تترك في أرض العرب كنيسة ولا بيعة ولا بيت نار)
2- وفي المدونة الكبرى (قلت: أرأيت هل كان مالك يقول: ليس للنصارى أن يحدثوا الكنائس في بلاد الإسلام؟ قال: نعم كان مالك يكره ذلك)
3- وقال الإمام الشافعي: (ولا يحدثوا في أمصار المسلمين كنيسة ولا مجتمعاً لصلواتهم...)
4- وقال الإمام أحمد: (ليس لليهود ولا للنصارى أن يحدثوا في مِصر
مَصَّرَهُ المسلمون بيعة ولا كنيسة ولا يضربوا فيه بناقوس) قال الشيخ
عبدالعزيز بن باز: (لا يجوز أن يبنى في الجزيرة معابد للكفرة لا النصارى
ولا غيرهم، وما بني فيها يجب أن يهدم مع القدرة. وعلى ولي الأمر أن يهدمها
ويزيلها ولا يبقي في الجزيرة مبادئ أو معاقل للشرك لا كنائس ولا معابد، بل
يجب أن تزال من الجزيرة، حتى لا يبقى فيها إلا المساجد والمسلمون)
فالأمر خطير وجب على العلماء في المقام الأول ومن ثم طلبة العلم تبيين هذا
المنكر للناس وإلا فإنها أمانة في أعناقهم و سيكون سكوتهم عن الحق من
موجبات اللعن و الخروج من رحمة الله "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا
أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ
لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ
وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) وسيكون سكوتهم من تلبيس على العوام و
إضاعة الامانة قال الإمام أحمد: "إذا أجاب العالم تُقية والجاهل بجهله فمتى
يتبين الحق" و رسالتنا إلى شباب الأمارات أن يتمسكوا بدينهم و عقيدتهم و
لا يلتفتوا إلى تهديد من يبغض الأسلام فإن الدين دين الله و الأرض أرض الله
و اثبتوا على قيمكم و عاداتكم السامية
{ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
كتبه لجنة أهل العلم في الإمارات