كتب: حامد عبدالجواد
لم يتخيل أحد يومًا، أن بعد ثورة شعب راح ضحيتها الكثيرين من أبناء الوطن من أجل إنهاء حالة الفساد المتشعب الذى خلفه "مبارك" ونجليه ورجاليهما، وتقديمهما للمحاكمة، ثم ينطلق مهرجان البراءة للجميع، ويأتى بعدها ملهى ليليى لا يتواجد به سوى سئ السمعة، أن يفضح تلك البراءت المزعومة التى ابتعدت عن العدالة، لتكشف وجه آخر لما حدث فى البلاد الفترة الماضية، حتى قبل الانقلاب العسكرى.
نشوب حريق هائل فى أحد الملاهى الليلية هو عقاب من الخالق جل وعلا، لأصحاب النفوس الضعيفة الذين يسعو وراء شهواتهم، لكن ما أضافة ذلك الحريق أيضًا هو الكشف عن مسئولين بحكومات المخلوع مبارك من رئيس الحكومة إلى وزرائه وأبنائهم، بجانب الكثيرين من أعضاء حكومة الانقلاب الحالية، والعديد من الإعلاميين الذين يدعون الفضيلة أمام شاشات الفضائيات لمؤيدى الانقلاب.
مسئولى "مبارك" و"السيسى" يتصدران مشهد الرقص والإباحية
الحريق الذى أسفر عن مقتل ما يقرب من 16 شخصًا الجمعة الماضية، بأحد الملاهى الليلية بمنطقة العجوزة، كشف عن العديد من المفاجآت، كان أولها هو امتلاك أحد وكلاء وزارة "ثقافة السيسى"، والمقرب من الوزير الانقلابى الحالى، حلمى النمنم، بجانب نجل أحد رؤساء الوزارة إبان حكم المخلوع مبارك، ليكشف حالة العهر التى مازال يعيشها هؤلاء بعد مهرجان البراءة الذى حصلوا عليه سابقًا، ومدى تدنى المستويات التى تقود البلاد الآن.
التحقيقات التى تبعت الحادث كشفت عن أن "عصام وان" وكيل وزارة الثقافة والمقرب من الوزير الحالى "حلمى النمنم"، هو المالك للملاهى، إلا أن بعض المقربين منه أفادوا بإن "عصام" هو وجهة، يستتر خلفها وزير الثقافة الأسبق ورجل مبارك"فاروق حسنى" الذى مازال يتمتع بنفس مزاياه وعلاقاتة الواسعة بين رجال الانقلاب الحاليين، كما كشفت التحقيقات كما ذكرنا، عن تواجد مستمر لـ"النمنم" بالملاهى مع الكثيرين من الإعلاميين المعروفين، بجانب تواجد مستمر لنجل رئيس وزراء سابق لم نستطع الحصول على إسمه، يقوم بتخليص جميع أعمالة المشبوهة داهل الملهى.
نجل وزير الداخلية الجبار
رواد الملهى والسكان المحيطين به فجرو المفاجآة الثانية، التى تأكد أن امتلاك فاروق حسنى لهذا الملاهى وغيره من الملاهى المنتشرة فى شارع الهرم، ما هى إلا وجهة أيضًا، وأن هناك من هم أكبر من فاروق حسنى يمتلكون حصص الأسد فى هذا الشق، ومن بينهم نجل وزير الإعلام السابق، ونجل رئيس وزراء سابق والذى يتم التحقيق معه فى الوقت الحاضر فى قضايا نهب المال العام.
وفجر أحد الصحفيين الكبار بصفحات الحوادث، أن نجل من أسماه "وزير الداخلية الجبار"، له أسهم عديدة فى الملاهى وغيره من الملاهى الموجودة، دون أن يفصح عن إسمه ، حسب التحقيقات التى لاقت تعتيم كبير حتى هذه اللحظة.