فى صورة تكشف تورط العسكر فى كل شئ، أبرزها التآمر على الشعب نفسه، الذى يتم التعامل معه على أنه فاقد الأهلية ولا يستطيع اختيار قادته، أو حتى لا يوجد قائد له معتقل بسجون الانقلاب (الرئيس محمد مرسى).
تم كشف ذلك عقب حشد وسائل الإعلام المضادة للثورة، للحديث عن نجل المخلوع مبارك، وقالت أنه يستعد للسيطرة على الحياة السياسية بالبلاد خلال العامين المقبلين، وهو الوقت الذى سينتهى بتتويجه رئيسًا للبلاد فى 2022.
وعلى الرغم من أن المذكور يعد أحد أهم أسباب قيام ثورة 25 يناير، إلا أن بعض وسائل الإعلام والإعلاميين يتمادون فى ظهوره المتكرر، فنجد كاميرات "اليوم السابع" تغطّي زياراته للأهرامات ووسط القاهرة والساحل الشمالي، فيما جاء بها صريحة الصحفي محمد الغيطي والذى أوضح نيته الترشّح للرئاسة عام 2018، تزامناً مع نهاية ولاية الرئيس عبد الفتاح السيسي الأولى، وفي إحدى حلقات برنامجه على فضائية "L.T.C"، نقل عن مقرَّبين قول حسني مبارك: "جمال، ابني، لو ترشّح في انتخابات الرئاسة هيكتسح".
وقالت صحيفة "اليوم السابع" ، وفق مصادر خاصة، إن سوزان ثابت، والدة جمال مبارك، الذي كان جاهزاً لخلافة والده، انزعجت من نشر مواقع الأخبار صوره في شوارع القاهرة، بعدما تسرَّبت إليها معلومات عن نيته المناورة عبر حزب جديد. فحذَّرته من التفكير في العودة للمشهد السياسي: "لم تجنِ العائلة منه إلّا المُرّ"، وفق قولها.
فيما صفق الفنان تامر عبد المنعم، نجل محمد عبد المنعم، سكرتير الرئيس الأسبق حسني مبارك، على صفحته بفيسبوك، لـ"جمال وعلاء" لظهورهما في شوارع القاهرة: "قوة وشموخ وصلابة ومَعْلَمة".
وعن معلوماته حول نية جمال الترشّح للرئاسة، أكد: "لن يترشح الآن".
وأوضح "عبدالمنعم" فى تصريحات لموقع "رصيف 22" ما الذي تعنيه كلمة "الآن"، قائلًا: "لن يدخل في منافسة مع عبد الفتاح السيسي، وما يقال عن ترشحه ضده محاولة للوقيعة بين الطرفيْن".
ونفى فريد الديب، محامي عائلة مبارك، في تصريحات صحفية، نية جمال الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2018.
ترك الديب وعبد المنعم الطريق مفتوحاً أمام سؤال: هل يترشّح جمال مبارك للرئاسة بعد نهاية مدتيْ السيسي في انتخابات 2022؟ وأكدت شخصية برلمانية مقرَّبة من رجال عصر مبارك، وكان يوصف بـ"مخزن أسرار النواب"، اشترط عدم ذكر اسمه مقابل الرد، أن جمال مبارك "سيعود للحياة السياسية عاجلاً أو آجلاً".
وأوضح المصدر، وفقًا لموقع "رصيف 22" أن هناك ترتيب لترشيح نجل مبارك للرئاسة بعد انقضاء مدتيْ السيسي، من بوابة أحزاب قديمة تابعة لرجال الحزب الوطني، ستندمج في كيان واحد كبير.
وأبرزها: حزب الحركة الوطنية (التابع لأحمد شفيق، المرشح الرئاسي) وحزب الاتحاد (التابع لحسام بدراوي، أمين الحزب الوطني السابق)، ومستقبل مصر (يترأسه شرفياً أحمد عز)، ومصر القومي (أسّسه طلعت السادات)، ومصر التنمية (رئيسته يمنى الحماقي، عضو لجنة السياسات التي كان يترأسها جمال مبارك)، ومجموعة أحزاب أخرى أسستها قيادات الصفين الثاني والثالث بالحزب الوطني المنحلّ".
وعن القول بأن نظام السيسي ضد ظهور جمال مبارك، أجاب المصدر: "هو ضد ظهوره بشكل مكثف الآن، لأنه ليس بديلاً سياسياً للسيسى.
لكن هناك فريقاً جمع بين الانتماء لنظامي مبارك والسيسي معاً، زعم زورًا أن جمال هو الرئيس المقبل المناسب، لأنه الوجه المدني الوحيد المقبول، الذي يمكن أن يؤيده سياسيون ورجال أعمال ودول صديقة. وهؤلاء لديهم حساسية من اسم أحمد شفيق، فلا يفكّرون فيه".
وكشف: "لن يظهر جمال مبارك بصفة سياسية قبل انتخابات الرئاسة المقبلة، فلا يريد تصوير نفسه منافساً للسيسي.
ولن يسمح له أحد بذلك".
ثم "في انتخابات البرلمان المقبلة عام 2020، يمكن أن يدفع جمال برجاله، وسيكون لهم فرصة أكبر من فرصتهم في البرلمان الحالي، ونجاحهم بنسبة كبيرة صافرة البداية لمشروعه".
وأضاف: "هناك قنوات وصحف تابعة لرجال أعمال مبارك تشارك في خطة تلميع جمال تمهيدًا لعودته، عبر تغطية ظهوره ونشر أخباره باعتباره مواطناً مصرياً مشهوراً.
وعلى المدى البعيد، سيحل ضيفاً على "صدى البلد"، قناة محمد أبو العينين، وهذه إشارة".
ويختم المصدر: "الحقيقة أن جمال مبارك مجرد غطاء لشبكة مصالح من رجال أعمال وسياسيين تنتظر منه الكثير لو عاد إلى القصر".
وهي شبكة لا تقتصر فقط على السياسيين، ولا تنتهي عند رجال الأعمال. بل تشمل إعلاميين وموظفين درجة ثانية وثالثة، يعتبرهم البعض ذئباً كامناً منذ رحيل مبارك.