شهود عيان يكشفون كواليس جديدة عن قتلى "التجمع" المتهمين فى قضية ريجينى
منذ 11 يوم
عدد القراءات: 6587
كشفت وكالة أسوشيتد برس عن كواليس جديدة بشأن الخماسى الذين تمت تصفيتهم على أيدى قوات الشرطة فى مارس الماضى تحت مبرر أنهم "عصابة إجرامية" متخصصة فى اختطاف الأجانب، مؤكدة أن الشرطة قتلتهم بـ"دم بارد" وفقًا لشهود عيان للحادث.
وأضافت الوكالة فى تقرير يحمل عنوان "قتل المصريين الخمسة يعمق لغز وفاة الإيطالى"، أنه فى مارس الماضى أعلنت الشرطة أنها قتلت خمسة أشخاص متخصصين فى اختطاف الأجانب وسطوهم بالإكراه، وأنها عثرت فى منزل شقيقة قائد العصابة المزعومة على جواز سفر الطالب الإيطالى جوليو ريجيني.
وتابعت الوكالة الأمريكية: "والآن فإن روايات شهود عيان وأفراد من العائلة حاورتهم أسوشيتد برس تثير المزيد من الشكوك حول الرواية الرسمية حول قتل الرجال الخمسة فى 24 مارس". ووفقًا للتقرير، فقد تحدثت أسوشيتد برس إلى 6 شهود عيان فى التجمع الخامس، وكذلك ستة من أقارب القتلى، والمحامى الممثل عنهم. وأشارت الوكالة إلى أنها لم تتحقق من صحة تلك الأقوال، بشكل مستقل، نظرًا لعدم ظهور لقطات فيديو من مسرح الحادث.
ونقلت عن شاهدى عيان قولهما إن الرجال لم يكونوا مسلحين، وأضافا أن 7 سيارات تابعة للشرطة أحاطت بميكروباص كان الخماسى بداخله، وفتح رجال الأمن النار عليهم حوالى الساعة السادسة صباحًا.
واستطرد أحدهما: "بينما كانت الشرطة تمطر الميكروباص بالرصاصات، حاول العديد منهم القفز والهرب، لكنم قتلوا رميًا بالرصاص بدم بارد".
وادعى شهود عيان أن الشرطة صادرت بعد ذلك لقطات سجلتها كاميرات مراقبة بجوار مشهد الحادث.
واتفق الشاهدان، مع أقوال أربعة شهود عيان آخرين، شاهدوا مرحلة ما بعد إطلاق النار، فى قيام الشرطة بمصادرة لقطات فيديو سجلتها كاميرات أمنية.
وطالب الشهود عدم الكشف عن هوياتهم خوفا من الانتقام، بحسب أسوشيتد برس.
ووفقًا للرواية الرسمية، فقد أوقفت القوات الأمنية التى كانت تطارد العصابة الميكروباص الذين كانوا داخله، لكنهم أطلقوا النار على الشرطة، التى ردت بإطلاق نار أسفر عن مقتل الخماسي. وقال أقارب للقتلى إن ذويهم كانوا متجهين لمهمة نقاشة فى التجمع الخامس. رشا طارق سعد، التى فقدت زوجها ووالدها وشقيقها فى الواقعة علقت قائلة:"أتهم وزارة الداخلية بمحاولة التستر على ممارسات خاطئة، عبر قتل عائلتي، أريد حق أسرتي".
الخماسى المقتول بينهم 3 من عائلة واحدة، وهم الأب طارق سعد، 62 عاما، ونجله سعد، وزوج ابنته صلاح علي، بجانب مصطفى بكر صديق العائلة، والسائق إبراهيم فاروق، 26 عاما. وتطرقت الصحيفة إلى إن وزارة الداخلية ذكرت أن الخماسى لديهم سوابق إجرامية، وأنهم كونوا عصابة تخصصت فى انتحال صفة رجال الشرطة لاختطاف وسطو الأجانب. و ألمحت الصحيفة إلى إن الداخلية وضعت قائمة مكونة من تسع حالات سطو خلال الشهور الماضية يشتبه بضلوع الخماسى فى ارتكابها، رغم أن القضايا التسع لا تتضمن أى حالات اختطاف. واتفق أقارب الضحايا على وجود سوابق إجرامية لذويهم باستثناء الشقيق الأصغر سعد. وسجن طارق سعد وصلاح على لمدة عامين فى منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة بتهمة انتحال صفة الشرطة، بعد توقيفهما فى نقطة تفتيش والعثور معهما على بطاقة هوية تابعة للأمن، وفقا لسامح نجل طارق. وفى وقت لاحق، حُبس الاثنان أيضا بتهمة حيازة مخدرات. بكر، قضى 15 عاما فى السجن، فى اتهامات تتعلق بالمخدرات، وفقا لعم زوجته، الذى طلب عدم الكشف عن هويته.
ونقلت الوكالة عن رشا، ابنة طارق سعد، وزوجة صلاح علي، قولها أن الشرطة كانت على دراية جيدة بالعائلة، ودائما ما داهمت سكنهم فى شبرا الخيمة، بعد إطلاق سراح والدها وزوجها من السجن. وأشارت إلى أن زوجها كان نقاشا، وتلقى مكالمة من زبون للقيام بعملية دهان فيلا بالتجمع الخامس. وعرضت الزوجة على أسوشيتد برس صورا لأعمال سابقة أنجزها زوجها. وأضافت أن الشك تسلل إليها من أن يكون زوجها فى علاقة سرية، لذلك طلبت من والدها وشقيقها الذهاب معه، بجانب بكر صديق والدها. وعبر سامح سعد عن صدمته من مشهد جثث ذويه داخل المشرحة، قائلا إنها كانت مليئة بأعيرة نارية، واستطرد: "رأيت رؤوسا متفجرة، بحيث تستطيع رؤية عظام الجمجمة". وفى وقت لاحق من يوم الحادث، فتشت الشرطة منزل شقيقة طارق سعد، وأعلنت أنها عثرت على جواز سفر ريجيني، وكارنيه الجامعة، ومتعلقات أخرى فى حقيبة مزينة بالعلم الإيطالي. وألقت الشرطة القبض على زوجة طارق سعد، وأحد أشقائه، وشقيقاته، بجانب زوج شقيقته ونجلها، بدعوى إخفاء مسروقات. وبعدها بأيام، ألقت الشرطة على طليقة بكر ونجليها، بحسب شهود. الصور التى عرضتها الشرطة بشأن محتويات الحقيبة المذكورة تظهر حقيبة سوداء رجالي، ومحفظة نسائية تحمل كلمة "love "، وساعة ونظارات شمس. لكن رشا سعد ذكرت أن المحفظة النسائية تخص والدتها، والساعة مملوكة لشقيقها سامح. أما المحفظة السوداء، والكلام لرشا، فتخص زوجها وكانت معه فى كل الأوقات، وهو ما يجعلها تعتقد أن المحفظة وأشياء أخرى جرى زرعها فى منزل عمتها. وتابعت: "لقد أخذوا المحفظة من بنطاله الجينز ووضعوها فى الحقيبة". وزعم أقارب العائلة إن الوالد والشقيق وصلاح على كانوا فى محافظة الشرقية يوم 25 يناير الذى اختفى فيه الطالب الإيطالي. بدموع مختنقة، قالت أم الحسن، والدة صلاح علي، إن الشرطة هى من قتلت نجلها، وهى من تحقق فى القضية، وتابعت: "كل شيء فى أيديهم، إنهم يتحكمون فى كل شيء". الوكالة الإخبارية ذكرت أن السائق، 26 عاما، لم يكن يرتبط بعلاقات قوية مع الأربعة الآخرين. وبينما أعلنت السلطات سريعا هوية الرجال الأربعة، ظلت هوية فاروق مجهولة على مدى أيام تالية إلى أن عرفته السلطات بأنه "أحد أفراد العصابة" أيضا. واختتمت الصحيفة تقريرها بتصريحات لمحامى العائلة عبد الوهاب يوسف قال إنه منع من مطالعة تقارير تشريح الجثث، أو وثائق التحقيق فى القضية ،مضيفا بقوله : "سرية التحقيقات تثير الشكوك، لقد أخبرونى أنها تعليمات من النائب العام".