2014 بالأرقام
تحولات اقتصادية كبيرة هزت العالم في 2014 وفي مقدمتها الهبوط الشديد لأسعار النفط التي فقدت أكثر من 40% من قيمتها منذ يوليو/تموز الماضي نتيجة وفرة المعروض وضعف الطلب العالمي.

 أسعار النفط أظهرت أكبر انخفاض في العالم منذ خمسة أعوام ووصل خام برينت الى رقم قياسي مادون الستين دولارا للبرميل في ديسمبر كانون الاول وذلك عقب قرار  منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك  بإبقاء حجم إنتاجها النفطي البالغ ثلاثين مليون برميل يوميا.

أسعار النفط كان لها الاثر السلبي ايضا على مؤشرات البورصة الخليجية والتي شهدت  انخفاضا كبيرا جراء عمليات بيع وصفت بالمذعورة نتيجة تهاوي أسعار النفط العالمية. وسرعان ما اتخذت التدابير من قبل الحكومات لمعالجة تهاوي الأسعار فحققت بورصة دبي اكبر صعود يومي  للأسهم في تاريخها والذي بلغ 14 عشرة في المئة متنصف شهر ديسمبر كانون الأول وبعد ذلك بدأت الاسهم في البورصة الخليجية بالتعافي بعد موجة الهبوط التي اقلقت جميع المستثمرين
و يضاف إلى ابرز احداث العام العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا نتيجة ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية ودعم المسلحين الانفصاليين في شرقي أوكرانيا.

كما شهد العام تخفيف الولايات المتحدة وأوروبا عقوباتها الاقتصادية على طهران بموجب اتفاق أولي أبرمه الطرفان بشأن الملف النووي الإيراني.

وشهد الاقتصاد الامريكي تطورات عديده خلال عام 2014،  حيث  ارتفعت الصادرات زاد  الانفاق الحكومي. ولا شك ان اهم حدث اقتصادي في الولايات المتحده عام 2014 هو نجاح خلق ملايين من فرص العمل الجديده بعد الانكماش الذي شهده الاقتصاد الامريكي خلال السنوات السبع الماضيه. فقد تم توفير 2.3 فرصه عمل جديده خلال الاحد عشر شهرا من هذا العام

بينما اصبح استدعاء شركات السيارات الامريكيه ملايين من السيارات التي انتجتها كابوسا لقطاع صناعه السيارات

الاقتصاد العربي شهد تباينا بين دولة وأخرى فكان الاقتصاد الخليجي الأكثر انتعاشا لاسيما ما شهدته دولة الإمارات من مشاريع تنموية على كافة الأصعدة ، فكان للمشاريع التي قدمتها اثرا مباشرا على حياة مواطنيها وحياة المقيمين على اراضيها ما جعل منها مقصد اقتصاديا بارزا في العالم

واطلقت امارة دبي حزمة مشروعات ابرزها مشروع دعم الابتكار بقيمة تجاوزت المليار دولار كما شملت المشاريع قطاعات السياحة حيث حافظ مطار دبي على موقعه البارز كأفضل مطارات العالم  وكان لاطلاق ترام دبي الذي جاء استكمالا لمشاريع السياحة والمواصلات اثرا بارزا عزز من مكانة الاماراة وتركها في مقدمة المقاصد التي يرغب السياح زيارتها اضافة الى  ابو ظبي التي طورت في هذا العام أيضا العديد من المشاريع جاءت استكمالا لرؤية الامارات عشرين واحد وعشرين

وجاء مشروع حفر قناة موازية لقناة السويس بكلفة أربعة مليارات دولار كأبرز حدث عالمي ما أعاد لبورصة مصر انتعاشها بعد الهبوط الذي شهدته منذ أوائل العام ، كما كان للتعاون الخليجي المصري دورا في انتعاش الاقتصاد الذي بدأ يتعفى من الأزمات

ومع انتعاش اقتصادي الذي شهدته بعض الدول العربية الا ان دولا كالعراق وسوريا واليمن وليبيا شهدت انكماشا اقتصاديا وصل في بعض الأحيان الى مرحلة الانهيار مثلما حدث في سوريا بعد توقف انتاج النفط بشكل شبه تام ودخول البلاد عاما رابعا من الاقتتال 
الرعب الطائر
كان العام 2014 ، عاما سيئا بكل ما تحمله الكلمة من دلالات لقطاع الطيران المدني حاملا في طياته كوارث سقوط للطائرات تعيد الى الاذهان الذكرى المئوية لتحطم أول طائرة في التاريخ مع بداية الحرب العالمية الأولى التي شهدت استخداما واسعا لهذ السلاح الجديد عام 1914 حيث بدأ أول قتال جوي، وتم ذلك إسقاط أول طائرة في تاريخ الطيران العسكري

العام 2014 شهد مجموعة كوارث  كان أبرزها كارثتي الطائرتين الماليزيتين ، تلك التي اختفت ومايزال سرها مجهولا إلى الان ، وتلك التي أسقطت فوق الآراضي الأوكرانية .

لغز الطائرة الماليزية “إم إتش 370″  اكبر لغز معقد عرفه قطاع الطيران 
في الثامن من مارس آذار أقلعت الطائرة من مطار كوالالامبور متجهة إلى الصين، وقبل وصولها إنقطع الإتصال مع مراقبي الحركة الجوية ومنذ تلك اللحظة لا توجد عنها أية معلومات .. ولا يوجد لها أثر !
البحث ما يزال قائما بمشاركة العديد من الدول، أملاً في العثور عليها، وبالتأكيد هذا الإختفاء الغامض نتج عنه الكثير من الأقاويل حول مصير الطائرة ما بين إنفجار في الجو، مشاكل تقنية أدت إلى سقوطها، وإنتحار الطيار، وأخيراً الإرهاب .. ليتكون ام اتش 370 لغز 2014  بل اللغز الأكبر في تاريخ قطاع الطيران منذ تأسيسه اأوائل القرن المنصرم

شركة الطيران الماليزية عادت الى واجهة الكوارث من جديد رغم ان لغز ام اتش 370 لم يحل بعد ، لتحل عليها كارثة جديدة لا تقل سوءا عن تلك المفقودة

ومع اندلاع الحرب في شرق اوكرانيا تلقت الشركة المليزية صفعة اخرى اذ سقطت احدى طائرات اسطولها  وعلى متنها  295 شخصا  من مختلف الجنسيات، إثر صاروخ إنطلق من الأراضي الأوكرانية ، ووفقاً لشهود العيان الذين أكدوا على ان الطائرة تحطمت قبل إصطدامها بالأرض فقد شاهدوا الجثث وهى تتطاير في الهواء ! 
ثاني كوارث العام في هذا القطاع كانت من نصيب الطائرة الجزائرية التي   أقلعت من بوركينا فاسو متجهة إلى الجزائر، وقد أعلن مراقبي الحركة انهم فقدوا الإتصال مع الطيار بعد 50 دقيقة من الإقلاع، وتحديداً عند مرورها بسماء مالي ..

هوية من اسقطها ما تزال مجهولة ايضا حتى اللحظة حيث امتنعت الحكومة الجزائرية والشرطة الجنائية التي اجرت عمليات التحقيق من التصريح عن سبب سقوط الطائرة هل كانت لعطل فني ام اسقطت بفعل المنظمات الارهابية المتواجدة في مالي ..

الكارثة الجوية الثانية التي شهدتها الجزائر كانت بتحطم طائرة عسكرية شرق البلاد  أدت إلى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 77 شخصاً، وذلك نتيجة انقطاع الاتصال بين الطيار ومراقبي الحركة الجوية قبل الوصول إلى مطار الهبوط بنصف ساعة تقريباً، فقام مركز المراقبة بإرسال ثلاثة مروحيات للبحث عن الطائرة ، حتى تم تحديد مكانها واعلنت وزارة الدفاع وقتها ان سبب الحادث كان المناخ السيء
الخطوط الجوية التايونية كان لها نصيب في كوارث العام حيث خسرت احدى طائرتها بسبب فشل في الهبوط الإضطراي بمطار ماغونغ وذلك لسوء الطقس، وفي المحاولة الثانية للهبوط سقطت الطائرة على عدة منازل، أسفر عن هذا الحادث مقتل جميع الركاب، بالإضافة إلى إصابة عشرة أشخاص يسكنون هذه المنازل التي هدمت فوق رؤوسهم دون سابق إنذار !

عمليات خطف الطائرات رغم فظاعتها كانت الاخف وطأة من بين حوادث 2014 والتي كانت من نصيب الطائرة الاثيوبية حيث قام مساعد الطيار الاثيوبي بخطف الطائرة وتحويل مسارها إلى جنيف، ولم يلحق أي أذى بالركاب وعندما وصلت الطائرة بمطار جنيف قام بتسليم نفسه .

هذا الحادث بدى مضحكا للبعض حيث مساعد الطيار الذي سلم نفسه الى السلطات السويسرية ان نيته بخطف الطائرة ليس الحاق الاذى بالركاب بل كان من أجل طلب اللجوء السياسي ..!

تحطم الطائرات وفقدان الاتصال بها لم ينتهي بعد فتحطمت طائرة حربية في البرازيل على متنها 7 أشخاص، أبرزهم “إدوارد كامبوس”  المرشح الرئاسي في الإنتخابات الرئاسية البرازيلية لهذا العام . Hاضافة الى الطائرة النيبالية الرحلة رقم مئة وخمس وثمانين والتي سقطت بسبب سوء فقد الإتصال مع مراقبي الحركة الجوية