الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

مجدي حسين: "قصة طالوت وجالوت.. تكرر عبر التاريخ"

مجدي حسين: "قصة طالوت وجالوت.. تكرر عبر التاريخ"

 منذ يوم
 عدد القراءات: 3942
مجدي حسين: "قصة طالوت وجالوت.. تكرر عبر التاريخ"
تنشر "الشعب" تباعاً كتاب "رسائل الإيمان" الذي حرره مجدي أحمد حسين، رئيس حزب الاستقلال ورئيس تحرير جريدة الشعب الجديد، عندما سُجن بتهمة زيارة غزة ومناصرة الإخوة الفلسطينيين، حيث جاء الحكم العسكرى بحبسه لمدة عامين في 11 فبراير 2009 وإلى الحلقة الثانية عشر من الكتاب .
(12)
قصة طالوت وجالوت.. تكرر عبر التاريخ
قصة طالوت وجالوت التى وردت فى سورة البقرة تتكرر عبر التاريخ، كقانون اجتماعى، وكسنة من سنن الله فى خلقه، والقصص القرآنى هو مستودع القوانين الاجتماعية والسياسية كافة التى تحكم حياة البشر، لذلك قال القرآن عن القصص أن فيه (تَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ), فما هى المفاصل الأساسية فى هذه القصة:
  1. أعرب بنو إسرائيل عن رغبتهم فى القتال فى سبيل الله.
  2. فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم.
  3. عندما بعث الله لهم طالوت ليقود القتال أثاروا مماحكات حول أحقية القيادة (نزعة البشر للصراع حول القيادة والتنافس فيها والغيرة).
  4. عندما بدأ القتال قام طالوت باختبار من معه فى الصلابة والطاعة لله، فأمرهم ألا يشربوا من نهر إلا من اغترف غرفة بيده، وأن الذى سيلتزم بذلك هو الذى سيواصل معه، فلم يلتزم إلا قليل!
  5. وبعد مجاوزة النهر هو والذين آمنوا معه قالت الأغلبية من هذه القلة: (لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ)!!
  6. وقالت القلة الباقية من القلة: (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ).
  7. انتصرت هذه القلة الباقية!
وينطبق هذا القانون على الصراع العسكرى والسلمى، فكلما زادت المخاطر والتحديات، تعرضت الفئة المؤمنة الصلبة للمزيد من التقلص والانكماش، ولكنها فى المقابل تزداد صلابة وإيمانا ويقينا بالله، فإذا صبرت يكون النصر حليفها بإذن الله.
وقد تعرض حزب العمل لشىء من هذا منذ اعتداء السلطة عليه فى عام 2000، فقبل هذا الاعتداء كان الحزب يمارس نشاطه بصورة قانونية طبيعية, وكان الناس يقبلون على الانخراط فى عضويته بعشرات الألوف، وكانت الجموع تسعى للكتابة فى جريدة "الشعب"، أو للترشيح فى قوائم الحزب فى الانتخابات المختلفة. وعندما أصبح الحزب مجمدا بقرار من الطغاة وتم إيقاف جريدة "الشعب"، ابتعد كثير من الأعضاء عنه، وهربت مجموعات إسلامية من صفوفه باعتباره لم يعد ملاذا آمنا، بل أصبحت عقوبة الإسلامى الذى ينضم إلى حزب العمل مغلظة.
ولكن فى المقابل انضمت إلى حركة الحزب عناصر أكثر عقائدية وصلابة، وهكذا فإن الحزب كغيره من الفرق المجاهدة يتعرض للاختبار, فإن كان على حق سيستمر ويقوى وينتصر، وإن كان زائفا وخبيثا يتبخر بسبب هذه الابتلاءات والمحن. والأصل اللغوى للفتنة، من فتن الذهب, أى صهره حتى يتخلص من الشوائب. ولذلك فإن أصحاب الحق إذا تعرضوا للفتنة أى للصهر والانصهار فإن معدنهم الأصيل يتخلص من الشوائب، ويصبحون أكثر قوة وأصالة وصلابة وقيمة. لذلك فإن الابتلاء يتحول من نقمة إلى نعمة، وهذا قانون ثابت: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) ولكن كيف يواجه المؤمنون هذا الموقف الرهيب إذ لا توازن ماديا فى القوى مع الباطل، واحتمالات المخاطر عالية تتراوح بين الموت والعذاب وشظف العيش؟
تستند المواجهة إلى ركنين أساسين وردا أيضا فى ذات القصة:
  1. الإيمان بالآخرة: فالذين ثبتوا إلى النهاية مع طالوت وصفهم القرآن الكريم بأنهم: (يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ)، فاليقين بالآخرة، وأنها المستقر والمستودع النهائى والخالد لبنى البشر، هو أساس الاستهانة بمخاطر الدنيا العرضية، وهذا اليقين يعطى المؤمن قوة مضاعفة غير منظورة, أى معنوية، وهذا اليقين يثبته على الحق حتى آخر قطرة من دمه، والطغاة لا يستطيعون قياس هذه القوة الكامنة فى معسكر المؤمنين، وتخرج عن حساباتهم، وهذه من أهم عناصر غفلتهم.
  2. الصبر: (وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا) و (وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) والمفهوم الشائع عن الصبر أنه موقف سلبى يشير إلى الاستكانة والخنوع والرضا بالظلم, وهذا مفهوم خاطئ، فالصبر موقف إيجابى يعنى تحمل المصاعب والمتاعب والمخاطر بثبات. وهذه الآية تؤكد ذلك, فالصبر مطلوب خلال القتال، وليس بالهروب منه، بل جاء الحديث أكثر تعبيرا، طلبا لفيض من الصبر أى أكثر من الصبر المعتاد: (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا) لأن الموقف جد صعب والتوازن المادى لصالح العدو. وهكذا فإن الإيمان بالآخرة لا يكفى إذا لم يكن مشفوعا بالصبر، فقد يؤمن إنسان بالآخرة، ولكن عند شدة النزال لا يصبر على المكاره، والمتاعب، والعطش، والجروح والإصابات, فيفر من ساحة الوغى!
والجهاد السلمى لا تقل مخاطره عن الجهاد الحربى، كما أنه يتسم بالبطء, وهذا يستدعى المزيد من الصبر. وبطبيعة الحال فإن الصبر يفيض على المؤمن كلما كان يقينه بالآخرة أشد وأقوى. واليقين يعنى أن تكون الآخرة فى بؤرة شعوره وتفكيره، فكل المسلمين لا ينكرون الآخرة، ولكن القضية تكمن فى حضور هذا الإيمان فى الذهن والقلب طوال الوقت, لضبط السلوك والحركة فى الدنيا على أساسها.
نحن على الحق بإذن الله، لأن خصومنا ومعارضينا والذين سقطوا من مسيرة الجهاد، لا يقولون إننا نقول شيئا خاطئا، ولكن يقولون "لنكن واقعيين".. "ليس هذا وقته".. "لا طاقة لنا اليوم بجالوت" إن صاحب الحق يعرفه، والناس كلها تعرف الحق (كما قال المسيح تعرفون الحق والحق يحرركم) ولكنها تخشى من دفع التكاليف، ودفع الثمن. والقرآن الكريم لم يضع أبدا الكثرة كمعيار للصواب، بل العكس هو صحيح، كان الحق دائما مع القلة، حتى تنتصر.
روابط الحلقات السابقة :-

"عفيفي": مجهولون يجردون “أحمد موسي” من ملابسه في "المحور" ويغتصبونه

"عفيفي": مجهولون يجردون “أحمد موسي” من ملابسه في "المحور" ويغتصبونه

 منذ يوم
 عدد القراءات: 13436
"عفيفي": مجهولون يجردون “أحمد موسي” من ملابسه في "المحور" ويغتصبونه
قال العقيد المثير للجدل عمر عفيفي ان اربعة أشخاص مجهولي الشخصية يستقلون سيارة بدون لوحات استوقفوا سيارة رائد الشرطة السابق والمذيع في احدى فضائيات الانقلاب أحمد موسي وسائقه وحارسه واوسعوهم ضربا علي قفاهم وجردوهم من ملابسهم وتركوهم عرايا علي المحور.
وقال عفيفى ان المجهولين كانوا يستقلون سيارة ربع نقل بيضاء بدون لوحات معدنية اعترضوا سيارة قناة صدي البلد المخصصة من القناة لأحمد موسي المذيع بها فجر اليوم الأثنين ٣١ أغسطس بعد خروجه من مدينة الأنتاج الأعلامي هو وسائقه التابع لقناة صدي البلد وحارسه وأنزلوهم من السيارة وأوسوعهم ضرب علي القفا وبعد ذلك أمروهم بخلع ملابسهم بالكامل الخارجية والداخلية وأخذوها معهم وتركوهم عرايا كما ولدتهم أمهاتهم علي طريق المحور بعدما أخذو منهم مفاتيح السيارة والموبايلات كما قاموا بهتك أعراضهم بأصابعهم وكان موقف مضحك للمارة اللذين أعتقدو انهم مجانين هاربين من مستشفي الأمراض العقلية
يذكر أن أمن الدولة فعلت نفس الحركة بنفس الأسلوب من قبل مع الصحفي عبد الحليم قنديل ولكن عبد الحليم قنديل تركوه عاريا في طريق القاهرة السويس الصحراوي من عدة سنوات
وقال عفيفي انه غير معروف حتي الأن من هم الأشخاص أو الجهة التي فعلت ذلك ( هل هي أمن الدولة عادت لسابق أفعالها ؟ – هل أمناء الشرطة الذين شتمهم أحمد موسي ؟ ـ هل جهة أجنبية بعد تعدي أحمد موسي علي بعض السفراء الأجانب بالفاظ خارجة ؟ هل هم بلطجية محمد أبوالعينين بعدما سبب له احمد موسي مشاكل مع وزير الداخلية ؟ هل هم من الأخوان ؟؟ هل هم من الطابور الخامس ام من الطابور السادس ؟ هل وهل وهل لأن أعداء احمد موسي كثيرين ولم يترك احد الا وسبه ) ولم يتحدث معهم من استوقفوهم الا بالشتائم والضرب علي القفا ولم يخبروهم من هم علي الأطلاق
توقف أحد سائقي الميكروباص الدي تعرف علي احمد موسي ونقلهم لقسم ٦ أكتوبر وهم عرايا واستقبل أمناء الشرطة احمد موسي بعاصفة من الضحك والتريقة
أحمد موسي رفض تحرير محضر بالواقعة لأحتواء الفضيحة وأخد يردد لازم أعرف مين اللي عمل كده فيا والرئيس لازم يجيبلي حقي ولا هيه مترتبه ليه احالة للجنايات ومخدنيش سنغافورة ايه الحكاية لازم أعرف
وأحضر لهم رئيس المباحث ملابس من منزلة
وقال عفيفي طبعا مصدرنا هم السادة الضباط والأمناء بقسم اكتوبر
فهل سيعلق احمد موسي علي ما حدث له هو وسائقة وحارسه في حلقته اليوم ؟؟ ام سيكفي علي الخبر ماجور ؟ ولا حيعيط للسيسي ؟
المهم
هل صوروهم وهم عرايا أم لا ؟؟
وهل سينشروا فيديو وصور لهم وهم عرايا أم لا ؟
الله أعلم !!!!

25 كيان يعلنون المشاركة في مليونية ثورة الموظفين 12 سبتمبر

25 كيان يعلنون المشاركة في مليونية ثورة الموظفين 12 سبتمبر

 منذ 45 دقيقة
 عدد القراءات: 535
25 كيان يعلنون المشاركة في مليونية  ثورة الموظفين 12 سبتمبر
رتفع عدد النقابات المشاركة ي مليونية 12 سبتمبر ضد قانون الخدمة  الي ما يزيد عن 25 كيانا  واشرت التنسيقيه الي اتصالات مع عدة كيانات للمشاركة حيث يتوقع ان تزيد الكيانات المشاركة عن 35 كيانا ثوريا وعمالي وسياسي .
اعلنت اللجنة المنظمة لمليونية 12 سبتمبر ضد قانون الخدمة المدنية، إنها في انعقاد دائم ،وأنها ملتزمة بالمهلة التى حددها ابراهيم محلب، رئيس وزراء حكومة الانقلاب ، للنظر فى مطالبها والتى تنتهى يوم الثلاثاء القادم.
وأضافت اللجنة فى تصريحات صحفية اليوم، أنه تم الاتفاق على اجتماع لممثلي المحافظات ،يوم الأحد 6 أغسطس بمدينة طنطا، للإعلان عن الخطوات التصعيدية ،التي تم الاتفاق عليها.
ودشن رافضى القانون حملة توقيعات إلكترونية ضد القانون، تتضمن أهم مثالب القانون ،والتى من ضمنها عدم دستورية القانون ،لصدوره في غيبة مجلس النواب، وإسناده للجنة غير مختصة بإصداره.
وشهد الشارع المصرى اعتراضات واسعة علي قانون الخدمة المدنية، ونظم العاملين بالدوله عدة وقفات حاشدة أمام نقابة الصحفيين، لاعتراضهم علي القانون بعد صدوره فى مارس الماضى ،حيث تحمل مواده تغييرات واسعة في نمط العمل بالجهاز الحكومي ،الذي يتجاوز عدد العاملين فيه 6.5 مليون من موظفى الجهاز الإدارى للدولة .
ومن أهم ما لفت الأنظار وأثار معارضة الرافضين له استثناء بعض المؤسسات من القانون كالجيش والشرطة والقضاء، رغم سلسلة الترقيات والزيادات المالية ،التي طالت هذه القطاعات في السنوات الأخيرة.
وارتفع عدد النقابات والروابط المستقلة المشاركة فى مليونية 12 سبتمبر، ضد قانون الخدمة المدنية،لتضم النقابة العامة للعاملين بالضرائب العقارية المستقلة ،والضرائب على المبيعات المستقلة ،والمعلمين المستقلة ،والنقابة العاملة للضرائب العامة ،ونقابة العاملين بمياه الشرب والصرف الصحي المستقلة ،واتحاد المعلمين المصريين ،والنقابة العاملة للعاملين بالتأمينات المستقلة ،والنقابة المستقلة للعاملين بالسكك الحديدية ،والإسعاف والنقل العام والعلوم الصحية المستقلة ،والصحفيين المستقلة ،ورابطة العاملين بالتأمين الصحي، وقصر العيني الجديد، والاتحاد المصري للنقابات المستقلة ،والاتحاد المحلي لنقابات المستقلة بالشرقية، وتحالف الإعصار ،والعاملين بالنيابات والمحاكم، بجانب اتحاد عمال مصر الديمقراطي ،والنقابة العاملة المستقلة للعاملين، بوزارة القوى العاملة، والاتحاد الإقليمي لنقابات الغربية، والنقابة المستقلة للعاملين بالجمارك.
يشار الى أن قائد الانقلاب السيسى ،كان قد أصدر قانون الخدمة المدنية الجديد بقرار جمهورى رقم 18 لسنة 2015 ،متضمنا إلغاء قانون نظام العاملين المدنيين، الصادر بالقانون رقم 47 لسنة 1978 بتعديلاته، التى وصلت إلى نحو 19 تعديلا، والعديد من الكتب الدورية، ووضع نظام جديد للخدمة المدنية فى مصر

شقيقة ماهينور المصرى:"القومي لحقوق الإنسان" تجاهل حقوق السجينات ونفذ أوامر وتعليمات الامن

شقيقة ماهينور المصرى:"القومي لحقوق الإنسان" تجاهل حقوق السجينات ونفذ أوامر وتعليمات الامن

Share
م1/08/2015 10:08 م

تحسس عارك قبل أن تلوم أوروبا



تحسس عارك قبل أن تلوم أوروبا
 
بقلم: وائل قنديل
 
كم عاصمة عربية أشاحت وجهها، وأغلقت أبوابها، وعبست وتولت حين أتاها سوريون، نازحين من مجازر بشار الأسد؟
كم نظاماً عربياً تشدد وتعنت واتخذ التدابير لمنع تدفق النازحين السوريين إليه، خوفاً على أمنه الداخلي، وتركيبته السكانية، أو من أجل الإبقاء على مساحة من الدفء مع نظام شرّدهم؟
كم مرة ضبطت نفسك متلبساً في التفكير في السوريات النازحات، باعتبارهن مشاريع زواج سهل وميسر من نساء يضرب بهن المثل في كيف تكون الزوجة المحترمة؟
كم مرة امتلكت الجرأة، لكي تهتف في وجه حكومتك التي تلفظ السوريين الفارّين من الجحيم، وتطالب باستضافتهم ومعاملتهم مثلك، كمواطنين؟
كم مرة صرخت فيهم: ألا تخجلون، حين تقارنون بين ما تفعله تركيا من أجل السوريين وما تفعلونه ضدهم؟
 
ماذا فعلت، كمواطن عربي، وكنظام عربي، من أجل السوريين، قبل أن تذرف الدموع على مأساة الموت بالجملة على ظهر قوارب، أو في جوف حافلات، وشاحنات، على حدود أوروبا؟
أن تضج عواصم العرب بالسوريين، وأن تكفهر وجوه حكومات العرب، إذا ما فكّر سوري في الالتجاء إليها، فهذا هو العار نفسه. وبالتالي، ليس من حق هؤلاء أن يعطوا دروساً لأوروبا في الرحمة والنخوة، إذا كانوا هم أنفسهم أول من تجرّد من هذه الرحمة، وتخلى عن النخوة، وسكت، بل شارك في صناعة عذابات السوريين والسوريات من الأطفال والشيوخ والنساء.
لعلك تذكر أنه منذ مأساة مخيم الزعتري على الحدود الأردنية السورية، في ذلك الشتاء الوغد من العام 2013، والتضامن العربي في مجمله لم يخرج عن عروض زواج، منخفض التكاليف، تستوي في ذلك عمّان مع القاهرة، مع غيرها من عواصم طفحت فيها مكاتب الزواج والسمسرة على السوريات.
 
في هذا المخيم كان يتكدس أربعة وستون ألفاً من السوريين، معظمهم أطفال ونساء، وحسب إدارة التعاون والعلاقات الخارجية للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، فإن الأمطار الغزيرة كانت تلتهم الخيام بالعشرات، كما تلتهم النار الحطب.  
في ذلك الوقت، قلت إنه، وبامتداد خريطة الدول العربية، ستجد عشرات آلاف من النازحين السوريين، في مخيمات بائسة، وبعضهم على أبواب المساجد يطلبون الغوث والمساعدة، فيما نشط تجار الزواج السهل السريع في السمسرة على السوريات اللاجئات، حتى اللاتي لم يغادرن طفولتهن، بعد أن أصبحن سلعاً في هذه السوق القذرة، وكأن من العرب من انسلخ عن قيم وأخلاق لطالما تغنى بها الشعراء والمتكلمون.
 
كان الرئيس محمد مرسي تحت حصار الثورة المضادة والدولة العميقة في قصر الاتحادية، وكانت الثورة السورية قد بدأت تدفع الثمن في القاهرة، منذ هتف محمد مرسي "لبيك يا سورية"، في خطبة الاستاد الشهيرة، بعد أن أصدر تعليمات بمعاملة الطلاب السوريين في التعليم معاملة المصريين، وقد أعلن كثيرون وقتها أن الوقت حان لتكون مساعدة الأشقاء السوريين اللاجئين في مصر مشروعاً تتبناه وتنظمه وتشرف عليه أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدنى، كي لا نترك هؤلاء نهباً للتجار والقراصنة وسؤال اللئيم، خصوصاً في ظل ما يعرفه التاريخ عن السوريين من عزة النفس والكبرياء.
وبعد أكثر من عامين، تكشف الوقائع اليومية أن أكثر من عانى من الانقلاب العسكري، المدعوم من أثرياء العروبة، وأوغاد مشروع الهيمنة الصهيونية، هم السوريون الذين يدفعون الثمن في الداخل العربي، أضعاف ما يدفعونه على أبواب دول اللجوء الأوروبي.
إن ربع ما أنفقته عواصم عربية على دعم انقلاب السيسي وتثبيته في الداخل، وتسويقه في الخارج، كان يكفي لإنهاء مأساة النزوح السوري، فلا تلوموا النمسا، ولا ألمانيا، وسواهما من دول أوروبية، يموت السوريون بالعشرات، قبل ملامسة حدودها، بل لوموا من سقطوا في اختبار النخوة والإنسانية في بلاد العرب.
نقلاً عن "العربي الجديد" 

جهات مجهولة وأسباب غامضة


جهات مجهولة وأسباب غامضة
 
بقلم: فهمي هويدي
أضم صوتى إلى المتضامنين مع العالم المصرى الدكتور محمد منير مجاهد، نائب رئيس هيئة المحطات النووية، الذى تم استبعاده من منصبه بناء على أوامر سيادية، نظرا لوجود تحفظات أمنية عليه. وأزعم أن تضامن نفر من المثقفين والهيئات العامة مع الرجل يعد ظاهرة إيجابية وصحية. باعتبار أن ذلك إذا لم يؤد إلى التراجع عن قرار الاستبعاد، وهو الأرجح لأن أوامر تلك الجهات المجهولة لا ترد، فإنه سوف يطمئنه إلى أنه لا يقف وحيدا، وأن هناك أصواتا فى المجتمع تسانده وتستنكر الإجراء الذى اتخذ بحقه.
 
كذلك فإننى أتفهم جيدا وأعبر عن تقديرى للرجل الذى رفع صوته بالاستنكار وطالب بالتحقيق معه فيما نسب إليه، مضيفا أنه لا يطالب بتجديد تعاقده مع هيئة الطاقة النووية، لكن يرفض أن يستبعد بسبب الاعتبارات الأمنية، لأنه يرفض التشكيك فى وطنيته.
 
لقد أحسن الرجل حين لم يصمت وإنما شرح موقفه وقضيته للرأى العام حين نقلت عنه وسائل الإعلام أن رئيس هيئة المحطات النووية أبلغه فى منتصف شهر يوليو الماضى بقرار استبعاده بسبب الأوامر السيادية والتحفظات الأمنية. أضاف أنه التقى بعد ذلك وزير الكهرباء الذى أبدى دهشته الشديدة مما جرى ــ على حد قوله ــ وأخبره بأنه سيتابع الموضوع وسيبلغه، إذا عرف، باسم الجهة الأمنية التى تحفظت على مشاركته فى المشروع، والأسباب التى دعتها إلى ذلك. لم يكتف الدكتور مجاهد بذلك لأنه وجه رسالة إلى رئاسة الجمهورية طالب فيها بإخطاره باسم الجهة الأمنية التى تحفظت على مشاركته فى مشروع محطة «الضبعة» وأسبابها فى ذلك. وألح فى المطالبة بإجراء تحقيق مستقل حول ما جاء فى مسوغات استبعاده للتأكد من صحتها. وفى التصريحات التى نقلتها على لسانه جريدة «التحرير» يوم الجمعة ٢٨/٨. قال الرجل إنه بعد مضى شهر من مطالباته تلك فإنه لم يتلق ردا لا من وزير الكهرباء ولا من رئاسة الجمهورية.
 
تجدد القصة لدينا مشاعر الحيرة والقلق. الحيرة إزاء تلك الجهات الغامضة التى تتخفى وراء عناوين فضفاضة لا تقل غموضا، بما يفتح الباب واسعا للتأويل وإساءة الظن. ذلك أننى أتحدى أن يوضح لنا أى مسئول أو خبير فى القانون أن يبين أصل ومضمون الجهات السيادية، التى يمكن أن تندرج تحتها جهات عدة تتراوح بين جهاز الأمن الوطنى إلى رئاسة الجمهورية مرورا بمختلف أجهزة المخابرات والرقابة.
 
وإذا صح أن وزير الكهرباء فوجئ بقرار استبعاد الدكتور منير مجاهد رغم أنه يعمل فى جهة يفترض أن للوزير علاقة بها. فينبغى أن نقلق حين نقرأ أن قرارا من ذلك القبيل صدر دون علم الوزير، ويظل القلق مستمرا حين يعجز الوزير عن أن يجد تفسيرا لما جرى، فلا يعرف من هى الجهة التى أصدرت القرار ولا يحاط علما بأسباب استبعاد العالم الكبير، فيحجم عن الرد على تساؤلاته. وإذا كانت رئاسة الجمهورية تعلق أحيانا على بعض البرامج التليفزيونية، فكان أولى بها أن ترد على رسالة عالم بحجم ووزن الدكتور منير مجاهد، لكى تحفظ للرجل كرامته وترد اعتباره.
 
عندى ملاحظتان فى الموضوع ألخصهما فيما يلى:
* أن ما جرى مع الدكتور مجاهد ليس ظاهرة استثنائية ولكنه سلوك بات شائعا فى ظروف مصر الراهنة. إذ لم يعد مستغربا أن يقصى أى شخص من منصبه مهما علا مقامه أو كان وزنه العلمى والثقافى تنفيذا لأوامر الجهات السيادية أو الأجهزة الأمنية. كما أن الغموض الذى يحيط بأسباب الإقصاء بدوره ليس أمرا استثنائيا. لأنه صار القاعدة المعمول بها. ولأنها لا تخضع لأى حساب وهى أيضا فوق القانون، فهى ليست مطالبة بأى إيضاح أو تفسير. وإذا سكتت فلا توجد جهة فى البلاد تجبرها على الكلام. وهذا المصير الذى انتهى إليه الدكتور مجاهد سبقه إليه جيش من العلماء والمهنيين والموظفين الكبار والصغار الذين أقصوا من مناصبهم تنفيذا لأوامر الجهات المجهولة، التى صدرت لأسباب مجهولة، ورغم أن ذلك أدى إلى هدم مستقبل هؤلاء الضحايا إلا أنه يشكل فى الوقت ذاته إساءة بالغة إلى النظام القائم سواء فيما يخص احترامه لكرامات الناس أو احترامه لقيمة القانون.
 
استطرادا أضيف أن ما جرى للعالم الكبير أمر سيئ للغاية، إلا أنه بالمعيار النسبى يظل أفضل من غيره. ممن زج بهم فى السجون ولفقت لهم القضايا ودمرت حياتهم المهنية، فضلا عن العائلية وأودعوا وراء الشمس لآجال غير معلومة.
 
* الملاحظة الثانية أننى وجدت أن كثيرين ممن أعربوا عن غضبهم ورفعوا أصواتهم احتجاجا على ما جرى للدكتور منير مجاهد، لم نسمع لهم صوتا ولم يعبروا بأى صورة من صور التضامن والاحتجاج حين لقى نفس المصير مئات أو آلاف الأشخاص الآخرين. أتحدث عن المثقفين اليساريين والليبراليين الذين هبوا للدفاع عن قضيته، فى حين سكت أغلبهم أو صفقوا حين عصفت الأوامر السيادية والقرارات الأمنية بآخرين من مخالفيهم. علما بأن هؤلاء أنفسهم ما برحوا يطالبون بإطلاق سراح أفراد بذواتهم من المحبوسين ظلما فى حين لا يشيرون بكلمة إلى مظلومية مئات أو آلاف الأبرياء الآخرين الذين يتوزعون على مختلف السجون. وذلك أحد أوجه أزمة النخبة فى مصر الذين نكتشف فى بعض الاختبارات أن بعضهم يدافع عن شلّته أو جماعته ولا يدافع عن قيمة أو مبدأ. فى هذه الحالة فإننى أرجو ألا أكون مبالغا أو متجنيا إذا صنفتهم ضمن المنافقين وليس المناضلين.
نقلاً عن "الشروق" 

فى حضور مدرعات الشرطة.. وقفة لأطباء "سوهاج والغربية" للمطالبة بالكادر

فى حضور مدرعات الشرطة.. وقفة لأطباء "سوهاج والغربية" للمطالبة بالكادر

Share
صورة أرشيفية
31/08/2015 09:27 م

إلى احباب فى ربوع الارض

كل عام وانتم بخير بعيد الفضر المبارك مع تحيات الاعلامى جمعه الشوال