الاثنين، 30 سبتمبر 2013

حلم الحياة الابدية والعودة لشباب

الخالدون.......... آلهة أوليمبوس كانوا يحافظون علي شبابهم بتناولهم
 مشروب يسمي امبروسيا
ينبوع الشباب... شجرة الحياة... حلم الخلود... كلها قصص وروايات كان مصدرها الرغبة بالحياة، بالصحة الدائمة، وبالشباب الذي لا يذوب مع الأيام... وأصل الحكاية بالطبع هو الخشية من المجهول... الخوف من الموت؛ ومما قد يأتي بعد هذه الحياة.
استفسر البعض عن طول أعمار الناس، فأجاب ملك إثيوبيا بأن كثيرين يصلون إلى 120 عاماً وفي بعض الأحيان يتجاوزون ذلك العمر... استغرب السائلون من هذا الأمر؛ فأخذهم الملك إلى ينبوع يستحم فيه الإثيوبيون... عند انتهائهم تكون أجسادهم المبتلة لامعة كما لو كانت مغطاة بطبقة من الزيت... الينبوع كان يصدر عنه عطر كرائحة أزهار البنفسج... أما الماء نفسه، فكان "خفيفاً" للغاية؛ إذ لم تطفو على سطحه أي مواد، ...« بفضل هذا الماء، يعيش الإثيوبيون طويلاً » ... حتى الخشب هذه هي القصة التي رواها المؤرخ هيرودوتس في القرن الخامس قبل الميلاد... لكن، من أين جاءت قصص كهذه؟ وما أصلها؟
أول رواية من هذا النوع تعود لقبل أربعة آلاف عام، وتتحدث عن الملك السومري غلغامش الذي، ولحزنه بسبب وفاة صديقه إنكيدو، يبحث عن دواء للألم: سر الحياة الأبدية... بعد سفر  طويل، من يكشف له السر هو أوتنابشتم؛ وهو أحد الناجين من الطوفان العظيم... ويصف له السر بأنه سر الآلهة، وأنه نبتة قام بإعطائه كافة مواصفاتها... غلغامش يجد النبتة، إلا أن أفعى تسرقها منه... هذه الحكاية تذكرنا بأخرى هي قصة شجرة الحياة في سفر التكوين بالكتاب المقدس... إذ عندما يطرد الرب آدم وحواء من الجنة يحرمهما من أكل ثمرها الذي يعطي الحياة الأبدية والخلود...اذا نجد أن عناصر القصة الأسطورية قائمة في كل هذه الروايات:
1-العلاج موجود.
2- لكنه سر من أسرار الآلهة.
3- ولذلك لا يمكن الوصول إليه...
الحقيقة هي أنه بنظر القدماء، الرغبة في الحفاظ على الشباب دائماً تعادل الرغبة في التحول إلى إله؛ إذ أن الخلود مرادف للألوهية.
آلهة الأولمبوس، وفق الأسطورة الإغريقية، كانوا يتناولون مشروب أمبروسيا الذي يهب الحياة الأبدية، وكانوا يعاقبون أي إله أو شخص يعطي الشراب إلى البشر... لهذا كانت الرغبة في الخلود تعد خطيئة وإثماً، وكل من جرى وراءها تكون نهايته مؤلمة ومأساوية.
أسطورة الحياة الخالدة وصلت كذلك إلى سير شخصيات تاريخية أخرى... في "سيرة الإسكندر" من أجل العثور على الينبوع، يذهب القائد المقدوني العظيم الي  "أرض الظلام" في غابات أبخازيا ويضل طريقه فيها... ليجد الجندي البسيط أندرياس ذلك الينبوع ويتحول هو إلى إله... قصة شهيرة أخرى كان المحرك الرئيسي لظهورها هو اكتشاف أمريكا الذي فتح الأبواب أمام مخيلة الكثيرين فيما يتعلق بإمكانية العثور على ينبوع الحياة هناك... في العام 1513 ، انطلق المستكشف الإسباني خوان بونسي دي ليون، للبحث عن الينبوع، إلا أنه لم يجده بل اكتشف فلوريدا واختار اسمها... وتكريماً له، تم إنشاء متتره ينبوع الشباب في سانت أغوستين بالولاية الأمريكية.
لكن علينا كذلك ألا ننسى أن فكرة الخلود والحياة الأبدية تقدمها الأديان، لكن في صيغة الحياة التالية أو الآخرة... وهي بذلك تتعهد بتقديم الشباب الدائم لجميع الصالحين، لكن بعد موتهم... ولهذا السبب أيضاً، تحولت صورة من يريد –أو يمتلك- الحياة الأبدية في عالمنا هذا إلى صورة مرتبطة بالشر والشيطان والظلام... ومن عالم الظلام خرجت قصص مثل دراكولا الذي يتمتع بحياة أبدية ينبوعها دماء الشباب التي يشربها عند قتلهم.
لوحة ينبوع الشباب للفنان الإيطالي جاكومو جاكويريو تصور وصول عدد من كبار السن من مستويات اجتماعية مختلفة إلى الينبوع لغسل أجسادهم المترهلة فيه بغرض استعادة الصحة والقوة والشباب... ثم يخرجوا من الحوض بعد ذلك لارتداء ملابس على الموضة والانطلاق للاستمتاع بملذات الحياة.
في عصر العلم... الطب لديه طرق للقضاء علي الشيخوخة؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إلى احباب فى ربوع الارض

كل عام وانتم بخير بعيد الفضر المبارك مع تحيات الاعلامى جمعه الشوال