الاثنين، 1 سبتمبر 2014

محمد محسوب.. بين انقلاب مصر والجزائر

محمد محسوب.. بين انقلاب مصر والجزائر

 منذ 29 دقيقة
 عدد القراءات: 203
محمد محسوب.. بين انقلاب مصر والجزائر
كتب الاستاذ محمد محسوب البرلمانى وعضو تحالف دعم الشرعية مقارنا بين انقلاب مصر وانقلاب الجزائر قائلا: 
فزّاعة غير حقيقية فلا شبه بين الاثنين.. فالأول في مطلع التسعينات كان انقلابا على نتيجة انتخابات نظمتها الدولة نفسها التي كان يسيطر عليها العسكر.. أما في مصر فكان انقلابا على ثورة قام بها الشعب وجرت انتخابات نزولا على إرادته.. 
والأول تحول خلال أيام إلى نزاع مسلح ؛ بينما الثاني ولأنه جاء امتدا لثورة يناير فإنه استمر متبنيا لخطّها الذي لا يورط البلاد في نزاع مسلح لا يفوز فيه سوى الانقلابيون المتجهزون والذين يحلمون بهذا السيناريو..
الأول وقفت حركات ذات ثقل كبير (للأسف) مع الانقلاب حتى النهاية.. بينما في حالتنا فمن وقف مع الانقلاب اكتشف زيفه سريعا فتوزع بين عائد لصفوف الثورة على استحياء ومبتعد عنه للاستخفاء.. ولم يبق معه سوى من كان بصف نظام مبارك ولم يمنعوا سقوطه..
الأول استمر صراعا عسكريا لأسباب سياسية.. الثاني احتفظ (وبعد 14 شهرا) بطبيعة الثورة الشاملة للإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي... 
الأول رغم عنفه لم يرتكب حماقة قتل مدنيين في تجمعات هائلة بوسط المدن وعلى شاشات التلفزيون وأمام الكاميرات ؛ بينما الثاني ارتكب مجازر غير مسبوقة (فقتل آلاف يشهد الشعب والعالم بأنهم كانوا عُزل) فقط ليرهب الجميع ويصدمهم فيركعون.. (وجرى توثيق جرائمه التي كان بعضها معروضا على الشاشات)..
لذلك فإن أسباب نجاح الانقلاب في مصر تتراجع بينما تترسخ أسباب نجاح الثورة.. 
فشل الانقلاب في تشكيل طوق النجاة المتمثل في اختلاق نزاع مسلح.. 
نجاح الثورة في توسيع مطالبها بين سياسي (عودة الحرية والمسار الديموقراطي) واقتصادي (إقصاء الفساد وسيطرة الشعب على مقدراته) واجتماعي (تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة أمام الوظائف العامة وإنهاء المحسوبية والوساطة)..
نجاح الثورة في التمدد الأفقي عبر كل أقاليم الدولة (حتى لو خشي كثيرون النزول لعنف السلطة وإرهابها).. والرأسي عبر استعادة التناغم بين كافة مطالب الثورة.. فبدأت رفضا للانقلاب على الإرادة الشعبية وتحولت بالتدريج رفضا لاستمرار الظلم الاجتماعي والفساد الاقتصادي.. 
ما تبقى هو أن يلتف الجميع حول المتفق عليه من المطالب وأن يتواصلوا لحسم ما اختلفوا فيه منها أو لوضع سيناريوهات للتوفيق بينها.. وهو في كل الأحول ممكن عقلا وواجب وطني.. 
فأرجو أن لا تقيسوا على غير متشابه.. فهو قياس فاسد,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إلى احباب فى ربوع الارض

كل عام وانتم بخير بعيد الفضر المبارك مع تحيات الاعلامى جمعه الشوال